قال الأنبا مكسيموس، رئيس أساقفة مجمع القديس أثناسيوس، إن الخلافات بين الأقباط والتيارات الإسلامية ستظل قائمة وبشكل أكثر عنفاً، معتبراً أن رحيل البابا لم يسفر عن غياب القيادات الكنسية المتورِّطة فى الفتنة بل على العكس فتح الباب أحد رموز هذا الصراع ليحل محله، وحذر من أنّ هذا الأمر ستكون نتائجه الصراعية مروّعة. واعتبر فى تصريحات هاتفية ل"المصريون" من مقر إقامته بفيلادلفيا، أن تصاعد الصدام بين التيارات الإسلامية والبابا شنودة فى السنوات الأخيرة، ثم صعود هذه التيارات بعد ثورة 25 يناير 2011، دون أن تحدث حوارات أو مصالحات فكرية واضحة، يهدد بتكرار انفجارها وبأشكال مختلفة فى الفترة القادمة. وألقى مكسيموس اللائمة أيضاً على بعض التيارات الإسلامية التى تضم ما اعتبرها اتجاهات "متشددة" دخلت فى صراع مع البابا الراحل ومن ورائه الكنيسة، مشيراً إلى أنّ صقور التيار الإسلامى تؤيد بكل قوة أن يرث البابا الراحل أحد صقور الكنيسة، حتى يستمر الصراع، وبالتالى تستمر تصفية حساباتهم مع الكنيسة. وأشار الأنبا مكسيموس إلى أن صقور الكنيسة، فى الوقت ذاته، يناضلون بكل ما أوتوا من قوة ليحل أحدهم مكان البابا الراحل، مشيراً إلى أنه "إذا تلاقت إرادة الصقور من الطرفين فستكون البداية خادعة وتخبئ وراءها صراعاً مريراً مروعاً". وقال "هذا هو المأزق والخطر الحقيقى الذى يحدق بالكنيسة ويحيط بأبنائها من المسيحيين المصريين، والذى يخشاه كل عقلاء الأمة، مشدداً على ضرورة أن يتنبه المسيحيون قبل فوات الأوان إلى الخطر المحدق. وفى حين أكد مكسيموس إلى ضرورة طرح تصورات تصالحية تؤسس لعلاقة جديدة ومتوازنة بين الكنيسة والدولة تصب فى مصلحة الكنيسة وأيضا الوطن، فإنه نوه، فى الوقت ذاته، إلى أن فكرة الطرح التصالحى أقرب إلى الخيال وغير قابلة للتطبيق، نظراً لأن الصراع لم يكن مع البابا الراحل بمفرده، و لكنه كان ممتداً بطبيعة الحال إلى قيادات أخرى من معاونيه.