مانويل جوزيه يناقض نفسه. قبل بطولة العالم للأندية قال بثقة إنه ذاهب لينافس على البطولة وليس بهدف الأداء المشرف، وأن هذا الفريق "الرائع" من أقوى الأندية العالمية ولا يقل عن ريال مدريد وليفربول وساو باولو! بسهولة تملص من كلامه في المؤتمر الصحفي الذي أعقب لقاء الأهلي وسيدني، محملا المسئولية للاعب المصري الذي لا يجيد التعامل مع البطولات العالمية الكبرى، وللأندية المصرية التي لا تستطيع اللعب في هذه البطولات. أين ذهب كلامه اذن عن لاعبيه الموهوبين وناديه الذي يمكنه أن يهزم أقوى أندية العالم؟! سألوه: من المسئول عن الهزيمتين المتتاليتين؟!.. فسأل بدوره: ومن المسئول عن الفوز في 55 مباراة متتالية بدون هزيمة! السيد الطاووس لا يعرف أن اللاعبين المصريين بعرقهم وكفاحهم وفكر مدربهم الدارس والخبير محمود الجوهري لعبوا في كأس العالم أمام فريق هولندا الذهبي، تعادلوا معه وكادوا يفوزون عليه في مباراة لا يزال يذكرها الهولنديون أنفسهم، وبعدها تعادلوا مع ايرلندا، وخرجوا بهزيمة بهدف واحد وبصعوبة بالغة من انجلترا. هذا هو الفرق بين مدرب خبير فاهم ودارس وبين مدرب يعتمد على اعطاء المنشطات للاعبيه! رسام الكاريكتير عمرو سليم رسم بريشته كاريكتيرا بالغ الدلالة والقسوة، لكنه يعبر بحق عما يشعر به الرأي العام الكروي في مصر وأفريقيا بعد العرضين السيئين للأهلي في اليابان. في هذا الكاريكتير بجريدة الدستور المصرية، صورة للطائرة التي تقل الاهلي في طريقه لطوكيو، ومناد ينادي على بركات لأنه نسي علبة المنشطات! الطاووس يقول إن الأهلي لم يكن في يومه.. سواء أمام الاتحاد أو امام سيدني! ونحن نسأل: هل لا يظهر يوم الأهلي سوى في الدوري المحلي فقط؟! كتب الأستاذ جمال سلطان أمس عن المنظومة الرياضية الخاطئة التي أوصلتنا إلى هذه النتيجة. وهو محق في ذلك، هذه المنظومة التي أضرت الأندية الفقيرة وجعلتها نهبا للاعبين مستعدين أن ينهشوا لحم الحي من أجل "الفلوس" وكانت سببا في دوري ضعيف يخلو من المنافسة الحقيقية، ويجلس على قمته "الأهلي" نادي القرن المهزوم من ناد سيدني الذي تم تأسيسه في نوفمبر من العام الماضي، أي أن عمره حوالي 13 شهرا! لقد كتبت من قبل عن هذه المنظومة التي غيبت أندية لها جماهيرها أو من المفروض أن تكون لها جماهير بحكم تمثيلها لمحافظات وأقاليم، وجاءت بأندية "فطيس" من عينة انبي واخواتها من فرق الشركات والعسكر! جدد علينا جمال سلطان هذه الأوجاع التي تغطي عليها للأسف انتصارات الأهلي "الوهمية" في الدوري المحلي، بحكم أن جماهيره هي الأكبر في مصر.. فأين ذهبت الترسانة والمنصورة والاولمبي وطنطا ودمياط والمنيا والسويس "وليس اسمنت السويس" وبلدية المحلة؟! أندية كانت ملء السمع والبصر، اختفت وحلت محلها فرق العسكر والشركات التي لا يوجد لها جمهور سوى العساكر المجندين والعاملين في تلك الشركات، وجميعهم يشجعون بالأمر، حتى من لا علاقة له بالكرة! أعرف صديقا يعمل محاسبا كبيرا في شركة المقاولون العرب، أكد لي أن العاملين في الشركة ومنهم موظفو مستشفى المقاولون بالجبل الأخضر يأخذون "بدل" تشجيع للفريق عندما يلعب على ملعبه.. أي تصرف لكل منهم مكافأة ويعتبرون في يوم عمل مع أنهم في المدرجات يتابعون المباراة! انني اتساءل مع الاستاذ جمال: لماذا تلعب فرق الشركات في الدوري العام، في حين أن دوري الشركات هو الأحق بها؟! ونقيس على ذلك أيضا فريقا حرس الحدود وطلائع الجيش وجميع مشجعيهم من المجندين الذين يخرجون في يوم المباراة بتصريح "مأمورية تشجيع"! لو كانت هذه الفرق تلعب في الدوري العام بلاعبين يعملون في هذه الشركات من الأصل أو مجندين في الجيش بالنسبة لفرق العسكر، لقلنا انها اضافة ممتازة ستكشف عن مواهب كروية مدفونة، كما حدث عندما ظهر في السبعينيات فريق شركة غزل المحلة بلاعبيه العاملين في تلك الشركة من امثال عماشة وعبدالدايم والسياجي والنحريري، وفي أول ظهور لهم جعلوا للدوري حلاوة وقوة ومذاقا خاصا وهزموا كل الفرق واولها الاهلي والزمالك وحصلوا على بطولة الدوري العام.. هذا طبعا قبل كارثة الاحتراف الداخلي! الطاووس جوزيه قال للصحفيين قبل أن يغادر الأهلي اليابان عائدا الى القاهرة، إنه ليس أمامه سوى أن يتفرغ للبطولات التي يحصل عليها بسهولة وهي الدوري العام وكأس مصر! أظن أن الرجل يتحدث عن أقصى مستوى له وللأهلي.. وأظن أننا سننسى بعد حين فضيحة طوكيو وسنهلل للمباريات المحلية وسنجد اتحاد الكرة يمارس عادته القديمة في وضع لوائحه لصالح هذا النادي صاحب السطوة والنفوذ! لا يمكن ان ننسى اتحاد عصام عبدالمنعم الشهير باتحاد الصفر ونكبة الخروج مبكرا من تصفيات كأس العالم.. لقد غير هذا الاتحاد لوائحه في منتصف موسم 2003 - 2004 عندما وجد ترتيب الأهلي الثامن بين فرق الدوري. كانت اللائحة تنص على انه لا يحق لأي ناد سوى قيد أربعة لاعبين منتقلين من الاندية الاخرى مع بداية كل موسم. من أجل عيون الأهلي الغى عصام عبد المنعم هذا الشرط مما اتاح للاهلي شراء كل نجوم الأندية الاخرى ليرتدوا فانلته في الموسم التالي مباشرة، وهو هذا الفريق الاسطورة الذي كان يجر أقدامه جرا في اليابان![email protected]