فرنسا كرس الفرنسيون السبت، وللسنة الثالثة على التوالي، يوما خاصا، على المستوى الوطني، ركز المختصون من خلاله على مسألة التعريف بمخاطر مرض "انقطاع التنفس أثناء النوم"، وذلك عن طريق حملات التوعية عبر وسائل الإعلام، لتسليط الضوء على ضرورة تشخيص أعراضه، والالتفات إلى مخاطره، وشرح ما تم التوصل إليه في مجالات العلاج. وأشار موقع (CNN) إلى أن الإحصائيات الفرنسية المنشورة بهذا الصدد إلى أن رجلا من أصل أربعة، وامرأة من أصل ست نساء، يعانون من أعراض "انقطاع التنفس أثناء النوم"، حسب ما ذكرت الأسوشيتد برس، نقلا عن دراسات نشرت للمناسبة، تضع هذا الداء في المرتبة الثانية بعد داء الربو، في خطورة الأضرار الناجمة عنه. وقد شرح البروفسور برنار فلوري، المسؤول المختص في وحدة العناية بأمراض النوم، في المسالك الهوائية وأمراض الرئة (بنومولوجيا)، في مستسشفى سانت أنطوان الباريسي، بأن المصابين بهذا المرض هم بالدرجة الأولى من فئة الذين يعانون من ظاهرة الشخير إذ ينحبس نفسهم أثناء الليل، وفي حال تكرار الأمر واستمراره لفترة تزيد عن بضع ثوان، في كل مرة، يشعر الدماغ بنقص كمية الأكسجين اللازم لاستمراره في وظيفته، فيعمل على تنبيه النائم وإيقاظه. لكن المريض النائم الذي لا يتذكر كل هذه المراحل المتقطعة من النوم خلال ليله، يجد أنه يعاني من الإرهاق والنعاس وعدم التركيز أثناء النهار، دون أن يلتفت إلى الأسباب الحقيقية لهذه الأعراض التي يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة على مستوى القلب والشرايين كالذبحة الصدرية أو الجلطة القلبية، كما يمكن أن تؤدي أيضا إلى وقوع حوادث سير أو حوادث منزلية. و نقلت السي إن إن عن البروفسور فلوري قوله إن 23 % من الفرنسيين البالغين يعانون من هذا الداء، وأن التشخيص الدقيق للحالة يتم عن طريق تثبيت جهاز مزود بالالكترود على جسم المريض، لتسجيل طريقة تنفسه أثناء النوم، وقياس مختلف التحولات الطارئة خلال إغفائه. ويمكن أن يتم هذا الفحص في منزله، أو في المستشفى. أما العلاج المتوفر حتى الآن فيعتمد على استخدام قناع صغير، يثبت على الأنف قبل النوم، متصل بعلبة تحتوي على مولد للأكسجين، لا يزيد وزنها عن كيلوغرام واحد، يساهم الهواء المضغوط بداخلها في منع القنوات التنفسية العليا من الانسداد. طريقة علاجية أخرى متوفرة تعتمد على وضع أداة صغيرة في الفم تقتصر مهمتها على توسيع دائرة محيط القصبات الهوائية. ويعتقد الأطباء المختصون أن تخفيف الوزن بنسبة 10% لدى المصابين يمكن أن يساعد في تحسين حالتهم الصحية بشكل عام.