كلما أخرج "الحاوى" من الجراب الصغير شيئاً ظن الحاضرون أنه نهاية الأشياء التى فى الجراب إلا أن المفاجأة تتم بظهور شىء جديد وهكذا... فكلما أخرج بيضة.. أخرج بعدها أرنباً ثم حمامتين ولا مانع من أن يستخرج بطة سمينة وسط اندهاش الحاضرين... ونحن نمر فى مصر الآن بعصر "جراب الحاوى"... فما إن ظهر أمامنا الاستفتاء على تعديل مواد دستور 1971 والتى كان من بينها نص المادة "28" المخالفة للشريعة والقواعد الدستورية والعقل والمنطق والتى تحصن قرارات اللجنة الانتخابية المشرفة على انتخابات الرئاسة إلا وتم الإعلان عن إعلان دستورى احتوى على كمية من المغالطات القانونية والدستورية أدهشت العالم المتحضر كله.. وماكدنا أن نفيق من هذا الإعلان الدستورى الغريب إلا وبدأ الإفراج عن قتلة المتظاهرين والإعلان عن المسرحية الهزلية المسماة "محاكمة مبارك"... و لم تمر أيام إلا وبدأ قتل المتظاهرين أنفسهم وتكوين مجلس شعب من خلال قانون للانتخابات البرلمانية باطل من حيث المبنى والمعنى.. واستمرت المهازل التى قد تحتاج إلى مؤلفات وموسوعات رغم أن المجلس العسكرى لم يمكث فوق رؤوسنا إلا لعام واحد.. وفجأة صدر قانون التصالح مع اللصوص إذا دفعوا ثمن ما سرقوه بسعر وقت السرقة وهو المرسوم بقانون رقم 4 لسنة 2011... ولم نكد ننتبه من هذا القانون حتى مارست لجنة الانتخابات الرئاسية عملها الديكتاتورى رغم أن رئيسها هو المستشار فاروق سلطان، والذى كان مشرفاً على انتخابات النقابات المهنية فى عصر الرئيس السابق.. وهو الذى تم تعيينه بواسطة الرئيس السابق، وهو الذى أوقف القضاء الإدارى لسيادته العديد من قراراته أثناء الإشراف على انتخابات النقابات المهنية لمخالفتها للقانون.... والأعجب يا سادة أن من بين أعضاء هذه اللجنة أحد المستشارين المشكو فى حقهم وهو صاحب مشكلة تسفير المتهمين الأمريكان... وقد تم تقديم أكثر من أربعين شكوى فى حقه من قضاة مصر الشرفاء.... وهذه اللجنة التى أتى بها المجلس العسكرى لإجراء انتخابات الرئاسة تستطيع أن تعلن أى نتيجة للانتخابات فلا معقب على حكمها ولا تظلم ولا طعن... وهى من ابتكار الرئيس السابق حسنى مبارك فى عام 2005... وتم تمرير هذه المادة فى الاستفتاء على تعديل دستور 1971 بعد أن تم خداع الجماهير وأجبروهم على التصويت على المواد التسع دفعة واحدة. وأعتقد أن التيار الإسلامى أيضاً "شرب المقلب"... وأنه مدين باعتذار للتاريخ العربى والإسلامى بأنهم لم يكتفوا بأن وافقوا على هذه المادة اللعينة بل ذهبوا يحرضون الناس على الموافقة.. فأطاعهم الناس بما يحملونه من ثقة فيهم. وجاءت المصائب تتوالى فأصدرت هذه اللجنة المعصومة من الخطأ والمنزهة عن الزلل قراراً بوقف الدعاية الانتخابية لمن يرشح نفسه إلى ما قبل الانتخابات بعشرين يوماً، وعلى رأى الفنان الراحل نجيب الريحانى "عجايب" وعلى رأى الست دى أمى "أول القصيدة كفر" وكان هذا المثل العامى يطلق على السكارى الذين يقفون بين يدى الشعوب ليقرأوا الشعر فيخطأون حتى فى قراءة البسملة... وهو عين ما يحدث فى مصر الآن وفى ظل البرلمان الإسلامى تصدر التشريعات ضد الشريعة الإسلامية وفى ظل عهد ما بعد الثورة نطبق تشريعات الرئيس السابق حسنى مبارك ففى ظل قيادة المجلس العسكرى الذى قال الناس عنه إنه حمى الثورة... يتم بيع الثورة لصالح الفاسدين والاستعداد لاستقبال الرئيس السابق حسنى مبارك فى قصر العروبة، الذى اشتراه ب36 ألف جنيه... بينما لا يقل ثمنه هو والمناطق المحتجزة لصالحه من حوله... والفيلات التى تم شراؤها لأجل عين الرئيس السابق كل ذلك لا يقل عن عشرات المليارات من الجنيهات وبهذه المناسبة فيروى أن الرئيس السابق ذهب لافتتاح مصنع للسيارات المرسيدس الفاخرة فأعجبته واحدة منها فأصر صاحب المصنع على أن يمنحه السيارة كهدية، بينما أصر الرئيس السابق على دفع ثمنها من باب الشرف والأمانة فقرر له صاحب المصنع أن ثمن السيارة عشرة جنيهات فقط لا غير وهنا أعطاه الرئيس السابق ورقة بمائة جنيه، ثم قال لصاحب المصنع "إدينى بالباقى سيارات". وعجبى مختار نوح Web Site : www.mokhtarnouh.com E-mail : [email protected] [email protected]