فيه حاجة غريبة فى الموضوع فكلما قام أحد بحكم مصر فإنه يقوم بفرض الجباية والإتاوة على المصريين فإذا ما ذهب " بطرس غالى " جاءنا ألف بطرس بعده ليفرض علينا ألف ضريبة وأصبحت مصر خاصة لمجموعة من البطارس يفرضون علينا ما يرغبونه من إتاوات وقوانين وإنتهى الأمر بنا قبل رحيل حسنى مبارك بأننا قمنا بإلغاء ووقف قانون الضريبة العقارية التى فرضتها علينا وزارة " نظيف " فجاءت وزارة " شرف " لتفرض علينا مرة أخرى نفس القانون هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فكان الشعب يطالب بقانون انتخابات بالقائمة النسبية فقامت وزارة " شرف " باختراع قانون جديد لا هو قائمة ولا هو نسبية وبدأ الفصال بين الشعب والحكومة " نخليها نص ونص ولا تلت وتلتين " ولا نعرف سر تمسك المجلس العسكرى بنظام يرفضه المواطن المصرى . الخلاصة إذن إن نفس النظرية التى كانت تحكمنا قبل الثورة هى النظرية التى كانت تحكمنا بعد الثورة وهى أن يقول المواطن ما يريد والحكومة تفعل ما تريد ومن الملاحظ أن الذى يدفع ثمن فشل الوزارات المختلفة هو المواطن الغلبان والمجلس العسكرى بدأ يظهر لنا العين الحمراء .. صحيح إنها عين واحدة ولكن يبدو أن الثانية ستظهر فى الطريق .. فتم الإعلان عن رفض مطالب أى مواطن يعتصم .. حتى لو كان له فيها حق .. وتم الإعلان عن تطبيق وتفعيل قانون الطوارىء رغم إن البلد مافيهاش وزارة داخلية حتى الآن .. والبلد لم يتغير فيها شىء سوى إن الرئيس السابق حسنى مبارك جمع " عزاله " وإنتقل من شرم الشيخ إلى " شرم المركز الطبى العالمى " .. ويحكمنا أيضاً من هناك . وحتى محاكمة " حسنى مبارك " فيبدو أنها ستنتهى بالقبض على أهالى الشهداء بتهمة إثارة الفوضى والبلبلة والإدعاء الكاذب على هذا الرجل النبيل الذى باع أرض مصر وقتل المعتقلين فى السجون وإرتكب ما لا يتصور من الجرائم ويبدو أن نظرية كبش الفداء هى النظرية السائدة على أرض مصر وأن الشعب هو الذى يخطأ دائماً فى الحساب ويذكرنى هذا بقصة الأسطى " شلضم " الذى كان يقود أوتوبيس النقل العام فيترنح به يميناً ويساراً حتى إذا ما غضب أحد الركاب وثار وهو يسأل الأسطى شلضم مستنكراً " أنت مبتعرفش تسوق ولا إييه " فوقف له الأسطى شلضم بعضلاته المفتولة وطوله الفارع واقترب منه متوعداً وهنا أنكمش الرجل البسيط فى مقعد السيارة قائلاً " لا مؤاخذه يا أسطى شلضم إحنا اللى مبنعرفش نركب " : www.mokhtarnouh.com : [email protected] [email protected]