حذرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية, الرئيس المنتخب دونالد ترامب من تكرار أخطاء سلفه باراك أوباما فيما يتعلق برفض إرسال قوات أمريكية إلى الخارج, ما نجم عنه تفاقم الكوارث في العالم, خاصة في الشرق الأوسط, حسب تعبيرها. وأضافت المجلة في تقرير لها في 21 نوفمبر, أن أوباما سبق أن اضطلع بدور القائد العام للقوات المسلحة الأمريكية, أو رئيس هيئة الأركان, متجاهلا أحكام القادة العسكريين, الذين يتمتعون بمزيد من المعرفة والكفاء والخبرة في الشئون العسكرية. وتابعت " رفض أوباما استخدام قوات برية ونشرها, حيث ينبغي لها أن تكون, جعله يقع في أخطاء جسيمة, لأن إرسال قوات أمريكية إلى الخارج لمواجهة التحديات يعد أمرا ضروريا كي لا يفقد حلفاء أمريكا ثقتهم بها". واستطردت المجلة "أوباما اقترف خطأ جسيما بعدم استجابته للخط الأحمر الذي وضعه أمام نظام بشار الأسد بشأن ضرورة عدم استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين السوريين". وأشارت إلى أن تردد أوباما في توجيه ضربة عسكرية ضد نظام الأسد بعد تجاوزه الخط الأحمر أدى إلى استمرار الصراع في سوريا دون هوادة، وبالتالي التسبب في إزهاق أرواح بريئة، كما أدى أيضا إلى التدخل العسكري الروسي بشكل أكبر في سوريا, وقيام الطيران الروسي بذبح الأبرياء هناك". وأضافت المجلة "تردد أوباما أيضا تسبب في فقدان شركائنا في الشرق الأوسط, وجعلهم يبحثون عن تحالفات إقليمية هشة لمواجهة الخطر والحفاظ على مصالحهم الحيوية في المنطقة, بعد أن كانوا يعتمدون على أمريكا في وقت الأزمات". وخلصت "نيوزويك" إلى التحذير من أن بعض هذه التحالفات من شأنها زيادة الحروب في الشرق الأوسط، وأبرزها الصراع الذي بدأ يتفاقم بين الأتراك والأكراد في المنطقة. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, قالت أيضا في وقت سابق إن الهجوم الروسي الوحشي الجديد على حلب وكافة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية, جاء في أعقاب المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين الموافق 15 نوفمبر. ونقلت الصحيفة في افتتاحيتها في 16 نوفمبر, عن بيان صادر عن الكرملين, القول :" إن بوتين وترامب اتفقا على الحاجة للعمل معا في سوريا ضد العدو المشترك الأول ممثلا بالإرهاب والتطرف". وتابعت "روسيا وحليفها بشار الأسد سرعان ما نفذا هجوما وحشيا جديدا واسع النطاق ضد المدنيين في حلب الشرقية وغيرها", واستطردت "تنظيم الدولة غير موجود في حلب الشرقية, ويبدو أن ترامب غير مدرك لهذه الحقيقة، فيما يواجه حوالي ربع مليون نسمة من المدنيين في حلب الشرقية, الموت جوعا في ظل الحصار المفروض عليهم منذ يوليو الماضي, أو عن طريق القصف". وخلصت الصحيفة إلى التحذير من أن الأيام المقبلة قد تشهد جرائم إبادة لا حصر لها في حلب الشرقية وغيرها من المدن السورية, في ظل الضوء الأخضر الذي حلصت عليه موسكو ضمنيا من واشنطن سواء عبر تودد ترامب لبوتين, أو من خلال عدم اكتراث الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما بما يحدث في سوريا. وكانت روسيا استأنفت في 15 نوفمبر ضرباتها الجوية الوحشية على الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب, بعد توقف استمر حوالي أسبوعين, وذلك تزامنا مع تنفيذ طائرات روسية أولى طلعاتها فوق سوريا انطلاقا من حاملة الطائرات الأميرال كوزنتسوف، التي وصلت إلى البحر المتوسط قبل أيام. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن روسيا شنت ضربات صاروخية جديدة على مواقع لتنظيم الدولة وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا) في منطقتي إدلب وحمص في شمال غرب ووسط سوريا, فيما قالت صحيفة "كوميرسانت" الروسية إن العملية العسكرية الجديدة تهدف إلى تدمير مستودعات الأسلحة والذخيرة ومراكز تجمع مقاتلي تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) في محافظتي إدلب (شمال) وحمص (وسط), حسب زعمها. وأضافت "كوميرسانت" أن قصف مواقع المعارضة في محافظة إدلب يهدف إلى قطع طرق الإمدادات بالأسلحة والمقاتلين إلى جبهات حلب الشرقية، كما تهدف العملية إلى منع انتقال مقاتلي تنظيم الدولة في ريف حمص باتجاه منطقة تدمر. وكانت روسيا ونظام الأسد وجها مؤخرا إنذارا لفصائل المعارضة السورية المسلحة بضرورة إخلاء الأحياء المحاصرة في حلب, وإلا تم استهدافها ب"الهجوم الاستراتيجي". ومنذ 15 نوفمبر, يشن طيران النظام السوري والطيران الروسي غارات وحشية مكثفة على أحياء مدينة حلب وبلدات ريف المحافظة خلفت عشرات الضحايا، بعد رفض المعارضة المسلحة الخروج من أحياء حلب الشرقية, التي تسيطر عليها. وموازاة مع تكثيف القصف على حلب، أعلنت روسيا أيضا منذ 15 نوفمبر حملة عسكرية واسعة النطاق في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحمص (وسط).