كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, أن الهدف الواضح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتمثل في دعم نظام بشار الأسد لاستعادة السيطرة على حلب, وربما مناطق أخرى واقعة تحت سيطرة المعارضة السورية، وذلك في غضون الفترة المتبقية من حكم الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما، محذرة من أن النتيجة ستكون أسوأ كارثة إنسانية منذ بدء الحرب في سوريا, التي حصدت أرواح أكثر من أربعمائة ألف شخص, حسب تعبيرها. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 18 نوفمبر, أن ميليشيات إيرانية وشيعية تفرض حصارا على حلب منذ يوليو الماضي، وأن أهالي حلب الشرقية وكل من فيها يواجهون السياسة "الوحشية" لنظام الأسد, التي يتبعها تجاه المناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية, والمتمثلة في "استسلموا.. أو موتوا جوعا أو عن طريق القصف". وتابعت " أوباما سبق أن أسقط خيارات كثيرة بشأن سوريا, ووضعها جانبا مثل خيار شل حركة طيران نظام الأسد, وهو ما ساعد على استمرار المجازر الوحشية ضد المدنيين". واستطردت " أوباما يبدو أنه مستعد بكل ضعف وعجز ولا مبالاة, لمشاهدة مئات الآلاف من السوريين يموتون جوعا وجراء القصف في الأسابيع الأخيرة من ولايته، الأمر الذي يعمق من وصمة العار, التي ستلاحق إرثه الرئاسي بشأن سوريا". وخلصت الصحيفة إلى القول :" الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أعطى أيضا الضوء الأخضر للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لاقتراف فظائع أكثر في سوريا, عندما أكد في أول حواراته إثر انتخابه رئيسا جديدا للولايات المتحدة، أنه سيتعاون مع روسيا في مكافحة الإرهاب، وأن إسقاط النظام السوري ليس أولوية بالنسبة له". وكانت "واشنطن بوست", قالت أيضا في وقت سابق إن الهجوم الروسي الوحشي الجديد على حلب وكافة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية, جاء في أعقاب المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين الموافق 15 نوفمبر. ونقلت الصحيفة في افتتاحيتها في 16 نوفمبر, عن بيان صادر عن الكرملين, القول :" إن بوتين وترامب اتفقا على الحاجة للعمل معا في سوريا ضد العدو المشترك الأول ممثلا بالإرهاب والتطرف". وتابعت "روسيا وحليفها بشار الأسد سرعان ما نفذا هجوما وحشيا جديدا واسع النطاق ضد المدنيين في حلب الشرقية وغيرها", واستطردت "تنظيم الدولة غير موجود في حلب الشرقية, ويبدو أن ترامب غير مدرك لهذه الحقيقة، فيما يواجه حوالي ربع مليون نسمة من المدنيين في حلب الشرقية, الموت جوعا في ظل الحصار المفروض عليهم منذ يوليو الماضي, أو عن طريق القصف". وخلصت الصحيفة إلى التحذير من أن الأيام المقبلة قد تشهد جرائم إبادة لا حصر لها في حلب الشرقية وغيرها من المدن السورية, في ظل الضوء الأخضر الذي حلصت عليه موسكو ضمنيا من واشنطن سواء عبر تودد ترامب لبوتين, أو من خلال عدم اكتراث الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما بما يحدث في سوريا. وكانت روسيا استأنفت في 15 نوفمبر ضرباتها الجوية الوحشية على الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة حلب, بعد توقف استمر حوالي أسبوعين, وذلك تزامنا مع تنفيذ طائرات روسية أولى طلعاتها فوق سوريا انطلاقا من حاملة الطائرات الأميرال كوزنتسوف، التي وصلت إلى البحر المتوسط قبل أيام. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن روسيا شنت ضربات صاروخية جديدة على مواقع لتنظيم الدولة وجبهة فتح الشام (النصرة سابقا) في منطقتي إدلب وحمص في شمال غرب ووسط سوريا, فيما قالت صحيفة "كوميرسانت" الروسية إن العملية العسكرية الجديدة تهدف إلى تدمير مستودعات الأسلحة والذخيرة ومراكز تجمع مقاتلي تنظيم الدولة وجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) في محافظتي إدلب (شمال) وحمص (وسط), حسب زعمها. وأضافت "كوميرسانت" أن قصف مواقع المعارضة في محافظة إدلب يهدف إلى قطع طرق الإمدادات بالأسلحة والمقاتلين إلى جبهات حلب الشرقية، كما تهدف العملية إلى منع انتقال مقاتلي تنظيم الدولة في ريف حمص باتجاه منطقة تدمر. وكانت روسيا ونظام الأسد وجها مؤخرا إنذارا لفصائل المعارضة السورية المسلحة بضرورة إخلاء الأحياء المحاصرة في حلب, وإلا تم استهدافها ب"الهجوم الاستراتيجي". ومنذ 15 نوفمبر, يشن طيران النظام السوري والطيران الروسي غارات وحشية مكثفة على أحياء مدينة حلب وبلدات ريف المحافظة خلفت عشرات الضحايا، بعد رفض المعارضة المسلحة الخروج من أحياء حلب الشرقية, التي تسيطر عليها. وموازاة مع تكثيف القصف على حلب، أعلنت روسيا أيضا منذ 15 نوفمبر حملة عسكرية واسعة النطاق في محافظتي إدلب (شمال غرب) وحمص (وسط).