بعض المرشحين للرئاسة أصيب بالفزع، بعد إعلان منصور حسن ترشحه.. ولعل مصدر الفزع يرجع إلى أنه ربما يكون الرئيس "المُخلق" داخل أروقة السلطتين "العسكرية" و"الدينية".. وهما القوتان اللتان "يُعتقد" بأنهما سيحسمان مستقبل المقعد الرئاسى. المدهش أن البعض يتصرف من منطلق اليقين بأن رئيس الجمهورية القادم، سيعتمد بجرة قلم من قيادة الجيش ب"كوبرى القبة" وبخاتم مكتب الإرشاد ب"المنيل"! ولعل المتابع لتصريحات منصور حسن يلحظ أن ثمة "مرشحين" يراهنون فعلا على هذه الحسابات حين نفى أن يكون هو مرشح "العسكرى" ولا "الإخوان".. وإن كان يتمنى أن يحظى بتأييدهما. الرهان على القوى السياسية الكبرى، يعيد إنتاج آليات "الوطنى" من خلال منطق "استعلائي" لا يرى دورًا ل"الشعب" وإنما ل"مراكز القوى" مع تبدل تلك الأدوات: ففى حين اعتمد "الوطنى" قبل الثورة على الجهاز الإدارى للدولة لحسم نتائج الانتخابات.. فإن بعض مرشحى الرئاسة اليوم يستقوى بالجماعات السياسية والدينية الكبيرة والمنظمة لحسم النتائج لصالحه.. فيما لا نجد ل"الشعب" مكانًا على خريطة القوى صاحبة "الشرعية"، والتى لها الحق فى تقرير مصيرها!! وفى تقديرى أن الرهان على "مراكز القوى" سواء كانت سياسية أو دينية أو اجتماعية أو مالية وإعلامية فى استدرار الأصوات.. ستكون عواقبه كارثية على كل من وثق فى هذا الخيار وحده. مبارك وعائلته وحزبه كان يراهن على النخبة المالية والأمنية والإعلامية، التى صنعت على عينه.. واليوم يراهن البعض على النخب الدينية والعسكرية والسياسية.. والقليل من المرشحين يمم وجهه شطر الشعب.. ولعل الكلام الكثير عن وجود "المؤامرة" كلما ظهر مرشح جديد، يعكس حجم الرهان على القوى "الصلبة" فى السلطة حاليًا ومعادلها "المدني" فى البرلمان المنتخب.. وكأن نتائج الانتخابات لن تقررها أصوات الناخبين عبر صناديق الاقتراع، وإنما قادة الجيش والإخوان والمرجعيات الدينية للتيار السلفى، وذلك فى جلسة عمل "سرية" تحت الأرض!! الإخوان حصلوا على 10 ملايين صوت فى الانتخابات الأخيرة.. والسلفيون على 7 ملايين.. ما يمثل نحو 35% من مجمل الأصوات التى تقدر ب 50 مليونًا.. وهذا يعنى أن 65% من الأصوات.. هى أصوات "حائرة" و"شاردة" وهى النسبة التى "يلعب" عليها قليل جدا من المرشحين.. ووسط حالة الانقسام الحادة بين الأصوات الإخوانية والسلفية والليبرالية.. فإن المرشح الذى سيراهن على هذه النسبة ويعمل فى صمت وبدون الدخول فى أية "مهاترات" سيكون هو الأقرب إلى الفوز بأرفع سلطة سياسية فى البلاد. [email protected]