ثمة قناعة بأن الجماعات الإسلامية المنظمة، ستكون هى "الرقم" الذى سيحسم مستقبل المقعد الرئاسى فى مصر. هذا صحيح!!.. ولكن يظل السؤال عن "الصندوق" الذى سيحظى بهذا الرقم "الدافئ"، والذى سيحمل صاحبه إلى أرفع منصب سياسى رسمى فى البلاد؟! الإسلاميون يعتقدون أنه سيكون من نصيب المرشح "الإسلامى".. وهو الاعتقاد الذى يحتاج إلى "إضاءة" لأن الرياح كما أتوقعها ستأتى على عكس ما يشتهى أصحاب الأيادى المتوضئة. الإخوان المسلمون وهو التنظيم الأكبر والأكثر خبرة لم يعلن حتى الآن عن مرشحه "المفضل"، غير أنه فى النهاية سيضطر إلى تأييد أحد المرشحين، وفى هذا السياق فإن الجماعة لن تؤيد أبو إسماعيل "المتشدد" من وجهة نظرها.. ولا أبو الفتوح "المنشق" عنها، ما سيحملها على أن توجه ناخبيها صوب الإدلاء بأصواتهم لصالح د. محمد سليم العوا. ثمة تسريبات تقول إن الحركة السلفية فى سبيلها إلى حسم موقفها، وتشير المعلومات المتواترة من داخل حزب النور.. وعدد من الأحزاب السلفية الأخرى، بأن أبو إسماعيل، سيكون هو مرشحها الأوفر حظًا.. فيما يبقى د. أبو الفتوح الأقرب إلى حصد أصوات القطاعات "الشابة" والمتمردة من "الإخوان" و"السلفيين".. ما يعنى أن الصوت الإسلامى سيجرى تفتيته، بين المرشحين الإسلاميين، وهى التوقعات الأقرب إلى ملامسة واقع حركة الأصوات واتجاهاتها قياسًا إلى انقسام التيار الإسلامى وخلافاته وتردده وحيرته بشأن الثلاثة الذين يطلبون المقعد الرئاسى باسمه. وفى هذا السياق فإنه ينبغى التنبيه إلى أن ما يسمى ب"تيار الاستقرار" أو "الكتلة الرئيسية" من الأصوات غير المأدلجة وغير المنظمة، تمثل نحو 60% من مجمل الأصوات.. وهى الكتلة التى يستهدفها سياسيون احترافيون لا ينتمون إلى التيار الإسلامى وعلى رأسهم وزير الخارجية الأسبق عمرو موسى. وفى هذه الحالة تفتت أصوات الإسلاميين فإن الوضع سيتبدل ويمسى رقم "الاستقرار".. هو الذى سيحسم مستقبل المقعد الرئاسى، وليس الرقم "الإسلامى". الإسلاميون على هذا النحو سيخسرون "الرئاسة".. وقد يهدونها وبفارق أصوات كبير، لمرشح "علماني".. وبذات الطريقة التى أُخرجت بها انتخابات نقابة المحامين الأخيرة. ولعل بعض المرشحين الإسلاميين كان على حق، حين قال إن أصوات الإخوان لن تحسم المعركة لصالح مرشح بعينه.. وهو الوعى الذى أدركه البعض منهم، غير أنه نظر إليه من خلال ما طرح بشأن "المرشح التوافقي".. وليس من خلال هذا الارتباك "الكارثي" داخل الحالة الإسلامية ذاتها. [email protected]