بدأ ضحايا حكم الاستبداد في تونس، أمس الخميس، في سرد الانتهاكات الجسيمة والتعذيب الذي تعرضوا له، لأول مرة في جلسات علنية تاريخية، وذلك في واحدة من أهم خطوات العدالة الانتقالية بعد ست سنوات من ثورة أنهت حكم زين العابدين بن علي. وتبث محطات التلفزيون المحلية والأجنبية مباشرة جلسات الاستماع العلنية لضحايا الانتهاكات الليلة في خطوة وصفت بأنها تاريخية للبلد الذي يسعى لتعزيز مكاسب ديمقراطيته الناشئة بعد انتخابات حرة في 2011 و2014 ودستور جديد. وقدم بعض الضحايا، في الجزء الأول من جلسات الاعتراف أمس الخميس، اعترافات مؤثرة تضمنت أيضًا شهادات لعائلات شبان قتلوا برصاص الشرطة أثناء انتفاضة 2011. فيما أبدى عياض اللومى، القيادى السابق بحزب "التجمع الدستورى" المنحل، أسفه للشعب التونسى، على ما اقترفه نظام حكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن على، معبرًا عن ندمه لدفاعه عن النظام بدون علم أو دراية. وقال "اللومى"، فى بيان له تحت عنوان "اعتذار مؤمن غر!": "بصدق وبكل ألم، عندما أرى دموع الرجال وفي المقابل عنجهية أشباه الرجال أشعر بالخزي والعار ليس فقط لأنني لم أثر ضد منظومة الظلم بل أنني في يوم ما وبحجة الدفاع ضد الإقصاء دافعت عنها بدون علم أو دراية بأنني أيقظت وحشًا كاسرًا عاد للفتك بالبلاد والعباد". وأضاف: "إن الله حرم الظلم على نفسه اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك اللهم خذ الظالمين أخذ عزيز مقتدر واغفر لي خطيئتي أني كنت من الغافلين". وناشد شعب بلاده قائلًا: "أيها الشعب التونسي العظيم أعتذر إليك وأهب نفسي إليك حتى تقتلع شجرة السوء الأسنة من جذورها! علني أكفر عن ذنب لم أقصده ولكن بينت لي الأيام فحالته". وتابع: "أيها النظام القديم بكل ترسانتك وأموالك وإعلامك وأساطينك وترسانتك وحاشية السوء من حولك انك تنهزم أمام مروءة شعب عظيم!". واختتم بيانه بقوله: "لن يعود الظلم إلى بلادنا لن أضع الرحال حتى نقتلع الظلم من بلادنا، لعلني أكفر عن ذنبي أن أنتصر للحق ضد نظام جائر إن كان في العمر بقية، اللهم فاشهد". شاهد البث: