حذر باحثون في مجال المناخ، من تغيرات مناخية تهدد كوكب الأرض بعد وصول المرشح الجمهورى دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بالولاياتالمتحدة، لافتًا إلى أن الرئيس الأمريكى الجديد ينوى التنصل من اتفاقية دولية هامة خاصة بالمناخ. وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض ربما يكون بمثابة نهاية اللعبة بالنسبة للمناخ، وربما يصبح من المستحيل أيضا إعادة الاستقرار إلى درجات حرارة الكوكب بعيدا عن مستوياتها الخطرة. وأكد الباحثان كيفين ترينبيرث، كبير العلماء في المركز الوطني لبحوث المناخ، ومايكل مان، الباحث البارز مجال المناخ، أن فوز "ترامب" كارثة محققة على كوكب الأرض، بعد تعهده بالتنصل من الاتفاقية الإطارية للتغير المناخي والتي تم التوصل إليها بشق الأنفس خلال فترتي ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وذكرت صحيفة " جارديان" البريطانية، فى تقرير لها، أن اتفاقية المناخ التي تم التوصل إليها في العاصمة الفرنسية باريس والتي دخلت حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، وكذا سياسة خفض الانبعاثات الكربونية التي انتهجها أوباما والتي تحمل عنوان " كلين باور بلان" أو ( خطة الطاقة النظيفة). وقال بنيامين شرايبر، مدير قسم المناخ في مؤسسة "فريندز أوف إيرث يو إس" إن "ملايين الأمريكيين صوتوا لصالح ترامب رافض المناخ المحب للفحم والذي لديه رغبة في إيقاع الأشخاص في العالم في مستنقع الفقر والمجاعة والموت بسبب التغيرات المناخية". وأضاف شرايبر:" يبدو جليا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ستصبح دولة مارقة في ملف التغيرات المناخية." ويرغب الرئيس الأمريكي المنتخب مؤخرا في إخراج بلاده من اتفاقية باريس للمناخ والتي تلزم الدول في الحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة دون 2 درجة سلزيوس، وهو ما يمثل تحديا لدول عديدة. وتهدف خطة " كلين باور بلان"، الأداة الرئيسية لخفض الانبعاث الكربونية للولايات المتحدةالأمريكية، جنبا إلى جنب مع مليارات الدولارات المستخدمة في تمويل الطاقة النظيفة. وعلاوة على ذلك، سيقوم الجمهوريون أيضا بإلغاء المساعدات التي تقدمها واشنطن للدول النامية التي تكافح في الأصل من مستويات مرتفعة للتغيرات المناخية والتي أدت بدورها إلى ارتفاع مستوى سطح البحر وأيضا موجات الحرارة والجفاف. وانخفض إنتاج الفحم في الولاياتالمتحدةالأمريكية بنسبة 10% في العام الماضي، مع تراجع الوظائف في نشاط التعدين بنسبة 12%. وخلال الفترة ذاتها، خسرت صناعة النفط الأمريكية قرابة 67 مليار دولار جراء القوى السوقية، وليس القواعد التنظيمية الصارمة. وقال توم ليون، البروفيسور في كلية الأعمال بجامعة ميتشيجان:" كرئيس، دونالد ترامب سيتصرف كما لو كانت قضية التغيرات المناخية غير موجودة بالمرة." وواصل ليون: " سياسته الخاصة بالطاقة ستشجع على ضخ استثمارات في موارد الطاقة الغنية بالكربون ، وسيثير بذلك سخط باقي دول العالم من خلال رفضه لسياسات تهدف لمواجهة التحديات العالمية." وبدأت مستويات الانبعاثات الناتجة عن الغازات الدفيئة في التراجع في السنوات الأخيرة، لكن انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية سيتسبب في ارتفاع تلك المستويات مجددا، مع وجود دراسة بحثية أجرتها مؤسسة " لوكس ريسيرش" تشير إلى إمكانية ارتفاع انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 16% عن معدلاتها الحالية حال إعادة انتخاب دونالد ترامب لفترة رئاسة ثانية في الولاياتالمتحدة. كانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة قد خلصت مؤخرا إلى أن هذا العام سيسجل حرارة شديدة فيما سيكون عام 2016 الأشد حرارة بسبب ظاهرة النينيو المناخية. وقالت المنظمة إن متوسط الحرارة السطحية في العالم عام 2015 قد يبلغ ما وصفته بانه “علامة رمزية رئيسية على الطريق” بواقع درجة مئوية واحدة أعلى من حقبة ما قبل الثورة الصناعية. وأضافت المنظمة في بيان “يرجع ذلك إلى توليفة من ظاهرة النينيو الشديدة والاحترار العالمي الناجم عن الأنشطة البشرية”.