على عكس التوقعات، الأمنية منها أو من الداعين لها تحت ما يسمى ب«ثورة الغلابة»، خلت شوارع معظم محافظات مصر، من أقصاها لأقصاها من التظاهرات أو حتى من المواطنين، غير أن الدعوة التي أثارت توتر النظام قبل أكثر من شهر مع بدء تدشينها على مواقع التواصل الاجتماعي، استجاب لها عدد محدود في بعض المحافظات قبل أن يتم تفريقها واعتقال العشرات. وكانت عدد من الحركات المجهولة أبرزها "غلابة" و"قسما"، دعت الشعب المصري إلى التظاهر تحت اسم "ثورة الغلابة" في 11/11، تنديدًا بالإجراءات الاقتصادية التي أقدم عليها النظام، آخرها تعويم الجنيه وارتفاع أسعار السلع واختفاء الكثير منها، وعلى مدار الأيام الماضية، هدد النظام على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسي، بأن الجيش قادر على الانتشار في أنحاء مصر خلال 6 ساعات، فيما كثفت عناصر الداخلية بمساندة قوات الجيش من تواجدها في محافظات مصر، وأغلقت الطرق الرئيسية والميادين، وانتشرت الكمائن. وشهدت محافظة الإسكندرية، تظاهرات محدودة استجابة لدعوات التظاهر بجمعة "ثورة الغلابة"، في محيط مسجد القائد إبراهيم والذي كثف حوله الأمن من تواجده. وفي مناطق وسط عروس البحر الأبيض المتوسط، وتحديدا منطقة محطة الرمل دائرة العطارين، جرت اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي النظام بجمعة ثورة الغلابة، حيث طارد من يعرفون ب"المواطنين الشرفاء"، بعض معارضي النظام، في محيط مسجد القائد إبراهيم حتى مناطق الشاطبي والمنشية بين كر وفر، وذلك وسط غياب أمني، مرددين هتافات مؤيدة للرئيس عبدالفتاح السيسي والشرطة. في الوقت الذي يشتبك فيه مؤيدو ومعارضو النظام في الإسكندرية، أغلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن سوهاج، ميدان الثقافة وسط المدينة، أمام مسيرة احتجاجية كانت في طريقها إلى للتظاهر داخل الميدان، كما منعت عددًا من المواطنين من التواجد في محيط الميدان، وأغلقت الطريق أمام مطرانية "مارجرجس". وفي غضون ذلك هاجمت قوات الشرطة، عددًا من المواطنين أثناء مشاركتهم في مراسم تشييع جنازة، ناحية قرية سلامون دائرة مركز طما شمال المحافظة، مما اضطر المواطنين إلى الهرب وترك "الميت" على الأرض. وأوضحت مصادر أمنية، أن القوات اشتبهت في أن تكون الجنازة عبارة عن مسيرة احتجاجية، بعد ورود أنباء عن انطلاق تظاهرة في ذات الناحية، وتبين أنها جنازة وليست تظاهرة. ورغم قلة استجابة المواطنين للدعوات التظاهر في المحافظات، إلا أن محافظة بني سويف، كان لها نصيب الأسد من أحداث هذا اليوم، خاصة قرية ميدوم بمركز الواسطى شمال بني سويف، ومدينة ببا جنوب المحافظة، التي تظاهر بهما المئات، مرددين هتافات مناهضة للنظام، قبل أن تفض قوات الأمن تظاهراتهم وتعتقل العشرات بينهم فتيات. يبدو أن أصوات متظاهري بني سويف، سمعها بعض مواطني الشمال في محافظة المنيا، والتي تجمع بها العشرات في مسيرات بحي أبو هلال، ومركز سمالوط، وقرية شوشة، قبل أن تتمكن قوات الأمن من فضهم واعتقال 21 من المشاركين. وفي مدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، موطن المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، نظم معارضو النظام على استحياء مسيرة، خرجت عقب صلاة الجمعة، من قريتي سوق الثلاثاء والبسارطة، إلى الطريق الساحلي الدولي، رفعوا خلالها لافتات "انزلوا يا مصريين ثورة الغلابة"، ورددوا هتافات "يسقط يسقط الغلاء"، كما رددوا هتافات مناهضة للحكومة وقوات الأمن، فيما تمركزت قوات الأمن، بمخارج مدينة بلطيم من أجل ضبط المتظاهرين، وتفتيش من يدخل ويخرج من وإلى مركز بلطيم. ورغم أنها موطن الرؤساء وآخرهم السيسي، كما يعرف عنها، إلا أن محافظة المنوفية، أبت أن يعرف عنها هدوء هذا اليوم، حيث شهدت المحافظة، خروج عدد من المسيرات بمركز تلا وأشمون وبركة السبع، رفع خلالها المشاركون لافتات تندد بالنظام وتطالبه برحيله، كما تجمع عدد من المتظاهرين، أمام مول السلام بالمنطقة الرابعة بمدينة السادات، قبل أن تتمكن قوات الأمن من فض المظاهرة، ومطاردة المشاركين بالشوارع الجانبية وضبط 6 منهم. وفي محافظة الدقهلية، التي سادها الهدوء، في معظم ساعات اليوم، كسرت بعض النسوة والفتيات الهدوء، بهتافات مناهضة للنظام خلال مسيرة نسائية لأعضاء جماعة الإخوان المسلمين ذلك الهدوء لبضع دقائق، قبل أن يتم فضها من قبل الأمن والقبض على معظمهن. في الوقت الذي نزل العشرات في العديد من المحافظات للمشاركة في"ثورة الغلابة" جاءت محافظة الغربية، لتكسر تلك الحالة ما بين الهدوء في معظم الأوقات أو ترديد الهاتفات المناهضة، حيث تجمع العشرات في ميادين وساحات مدينة طنطا أمام ساحة مسجد السيد البديوى، رفضًا لدعوات التظاهر، ومرددين الأغاني الوطنية وأناشيد تسلم الأيادي، كما رددوا هتافات ضد الإرهاب والإخوان. أما في محافظتي شمال وجنوبسيناء، غابت المظاهرات وانتشرت قوات الأمن بكثافة، تحسبًا لأي أعمال ضد قوات الجيش والشرطة بالتزامن مع دعوات التظاهر.