الأزمة الدائرة بين جماعة الإخوان المسلمين وفصيليها "التاريخى والشبابي"، أحد أسبابها الخلاف على القائم بأعمال المرشد الحالى "محمود عزت"، الذى يقود جبهة العواجيز فى مواجهة الفئة الأقل عمرًا بالجماعة الذين طالبوا مرارًا بتخليه عن المنصب وإجراء انتخابات. وفى محاولة لرأب الصدع بين الجبهتين سرت أنباء فى سبتمبر الماضى تشير إلى نقل صلاحيات "عزت"، القائم بأعمال المرشد العام للجماعة إلى إبراهيم منير، على لسان رئيس مركز تكوين العلماء فى موريتانيا الشيخ محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي؛ لكن نفت الجبهة التاريخية ذلك وأكدت عدم صحة ما تداول من أنباء بهذا الشأن وأكدوا بقاء "عزت" فى منصبه. لكن عاد الحديث مجددًا عن إمكانية أن تتخلى الجماعة عن منصب "المرشد" بأن تتركه خاليًا رأبًا للخلاف؟، وهو ما أشار إليه بعض الفقهاء والمنشقين عن الجماعة. فقال طارق البشبيشى، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، لا أهمية مطلقاً لما يسمى منصب المرشد، لأن الأمر أصبح أكثر تعقيداً من تسمية قيادة أخرى غير بديع.
خبراء فى شأن الإسلام السياسى رجحوا أن منصب المرشد سيظل خاليًا؛ لأسباب منها أن القيادات يتهربون من المنصب، وآخرون يتعارض هذا المنصب مع قوانين دولهم التى تنعتها بالإرهابية. الدكتور محمد سودان، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين رد على سؤال هل يتخلى الإخوان عن منصب "المرشد" أو أن يظل هذا المنصب شاغرًا لبعض الوقت قال: "إن هيكل الإخوان المسلمين له تاريخ يعود إلى أكثر من 85 عامًا، حدث بعض التطورات على مدى العقود و لكن بقى المرشد العام ثابتًا لن يتغير". واستبعد سودان، فى تصريح خاص ل"المصريون" أن يُلغى هذا المنصب الإداري، أما عن القائم بأعمال المرشد فمازال هو د محمود عزت و ليس هناك أى تفكير لتغييره الآن.
من جانبه قال سامح عيد، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن منصب مرشد عام الجماعة سيظل خاليًا هذه الفترة نتيجة صعوبة تولى هذه المهمة والانقسام الدائر بين صفوف الجماعة فى مصر وخارجها، بالإضافة إلى تهرب بعض القيادات من تولى المنصب.
وأضاف "عيد " فى تصريحات ل "المصريون" أن هناك أمورًا أخرى ساهمت فى صعوبة الموقف منها حظر التنظيم فى كثير من الدول التابع لها قياداته نتيجة أجنحته العسكرية والسياسية ذات الأجندات المختلفة وبالتالى تولى هؤلاء المهمة يجعلهم فى صطدام دائم مع لوائح دولهم وقوانينها .
وأشار، أيضًا إلى تبرؤ مجموعة من الدول العربية على رأسها تونس من القيادات التابعة إلى التنظيم ما جعل التنظيم يطرح فكرة "تدويل المنصب " بين القادة فبدلاً من أن يتولى واحد القيادة دائمًا يتم توزيع المنصب على كل دولة عامين وبعد انتهائهما ينتقل إلى الأخرى وهكذا إلا أن الفكرة قوبلت بالرفض . وتوقع الخبير فى الحركات الإسلامية، بناء على ما سبق من أسباب أن تشكل لجنة أو مجلس للجماعة تكون مزيجًا بين القيادات العاملة والشابة لإدارة التنظيم مستبعدًا وجود شخصية قادرة على لم شمل الجماعة بعد الصدام والتصدع الذى أسفرت عنه الأزمات الأخيرة فى صفوفها .
وفى السياق ذاته، يرى الدكتور كمال حبيب، خبير الحركات الإسلامية، أن المرشد القديم للجماعة محمد بديع يظل فى منصبه كما هو وخيرت الشاطر نائبًا له، موضحًا أن محمود عزت القائم بأعمال المرشد وكبار القيادات توافقوا على ذلك مع الجماعة. وأضاف " حبيب " فى تصريحات ل " المصريون " أن المرحلة القادمة ستشهد تشكيل لجنة من قيادات الجماعة العالمية والدولية مشيرا إلى أن ما تتوافق عليه من أمور خاصة بالتنظيم يتم تعميمه من أكبر رأس فيها "أعلى الهرم " إلى أصغر فرد " قاعدة الهرم ".
وأشار إلى أن الصراعات السياسية لن تدوم طويلاً وتتغير المصالح بتغير رأس النظام، لافتًا إلى أن التنظيم سيظل يختار قيادته من داخل مصر . جدير بالذكر، قد أيدت محكمة النقض حكمًا بالسجن المؤبد على محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين وعدد آخر من قيادات الجماعة ليصبح أول حكم بات ونهائى بحقه.