أزمة جديدة داخل أروقة جماعة "الإخوان المسلمين"، بعد الإعلان عن تنازل الدكتور محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام ل "الإخوان المسلمين" عن صلاحيات منصبه، للدكتور إبراهيم منير, عضو التنظيم الدولي. البداية كانت مع إعلان الشيخ محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي، عقب عضو التنظيم الدولي لجماعة "الإخوان" عن تفويض القائم بأعمال المرشد العام لجماعة الإخوان محمود عزت، صلاحياته لأمين عام التنظيم الدولي ونائب المرشد العام للجماعة إبراهيم منير. وعلق الناشط الإخواني عز الدين دويدار عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" قائلًا: "الشباب طالبوا د. عزت بالتغيير وإتاحة الفرصة لقيادة الشباب الأربعيني والخمسيني على الأقل. فاستجاب د. عزت ( 75 سنه تقريبا ) ونقل صلاحياته لدكتور منير ( 90 سنة) ليمارسها من لندن". لكن جماعة "الإخوان المسلمون" كذبت الأمر، وأكدت أن الدكتور محمود عزت مازال على رأس الجماعة قائمًا بأمانته مؤديًا لمهمته كقائم بأعمال المرشد العام للجماعة، ونائبه إبراهيم منير. وقال طلعت فهمي المتحدث باسم جماعة الإخوان في بيان له: "تهيب جماعة الإخوان بالجميع تحري الدقة فيما يتم التصريح به في وسائل الإعلام، وتؤكد أن المعلومات الرسمية بشأن الجماعة تستمد من مصادرها الأساسية والمتمثلة في المتحدثين الرسميين باسمها". بدوره, أكد الدكتور محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسي ل "الإخوان المسلمين" ل"المصريون"، أن "هذا الأمر عار تمامًا من الصحة والدكتور محمود عزت، هو نائب المرشد العام للإخوان المسلمين والقائم بالأعمال، والمهندس إبراهيم منير نائب المرشد العام". متفقًا معه في الرأي، قال الدكتور عز الدين الكومي، القيادي الإخواني ل"المصريون": "هذا الكلام غير صحيح، والمهندس إبراهيم منير والدكتور محمود عزت كلاهما نائبًا للمرشد والدكتور محمود عزت يدير الأمور ومعه لجنة منتخبة من مجلس الشورى". في السياق ذاته، أكد المهندس حسين عبد القادر المتحدث الإعلامي باسم حزب "الحرية والعدالة" أن "الدكتور محمود عزت هو القائم بأعمال المرشد وإبراهيم منير نائبا له". وأضاف في تصريح صحفي: "أن قيادة جماعة الإخوان تعتمد على الخبرة وليس عمر معين، ولم يكن في أي وقت أن تولى الشباب قيادة الجماعة ولكن العمل يتسع للجميع وهناك ما يستطيع تنفيذه الشباب لا يتمكن الشيوخ من تنفيذه فالكل يعمل والكل له مجال والجماعة تحتاج إلى تطوير وبالفعل هذا ما يتم الآن". "اكس الجماعة" و"الرجل الحديدي" و"تلميذ سيد قطب"، الإخواني الغامض".. ألقاب عدة اكتسبها عزت، القائم بأعمال مرشد الإخوان، ولد في 13أغسطس 1944 بالقاهرة ، وهو عضو مكتب الإرشاد بالجماعة ، وأستاذ بكلية الطب في جامعة الزقازيق، ومتزوج، وله خمسة أولاد. تتلمذ عزت على يد سيد قطب عندما انضم ل "الإخوان" وقت أن كان طالبًا بكلية الطب بجامعة الزقازيق عام 1962، اعتُقل عام 1965، وحُكِم عليه بعشر سنوات وخرج سنة 1974، وكان وقتها طالبًا في السنة الرابعة، وأكمل دراسته وتخرج في كلية الطب عام 1976، وظلَّت صلتُه بالعمل الدعوي في مصر- وخصوصًا الطلابي التربوي- حتى ذهب للعمل في جامعة صنعاء في قسم المختبرات سنة 1981، ثم سافر إلى إنجلترا ليكمل رسالة الدكتوراه، ثم عاد إلى مصر ونال الدكتوراه من جامعة الزقازيق عام 1985 . اختير عضوًا في مكتب الإرشاد عام 1981، اعتقل في العام 1965 وقضى عشر سنوات في السجن، اعتُقل ستةَ أشهُر على ذمة التحقيق في قضية الإخوان المعروفة بقضية (سلسبيل)، وأُفرِج عنه في مايو سنة 1993م، وفي عام 95 حُكِم عليه بخمس سنواتٍ لمشاركته في انتخابات مجلس شورى الجماعة، واختياره عضوًا في مكتب الإرشاد، وخرج عام 2000، اعتقل في 2 يناير 2008 يوم الجمعة بسبب مشاركته في مظاهرة وسط القاهرة احتجاج على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة . إبان ثورة 25 يناير، كان عزت من أشد المطالبين بترشيح الإخوان أحد قياداتها لمنصب رئيس الجمهورية، رغم إعلانها نيتها عدم المنافسة على هذا المنصب، كما أنه كان وراء قرارها بفصل أي عضو ينتمي إليها وينضم لحزب غير الحرية والعدالة أو لا يؤيد مرشحها في الانتخابات الرئاسية. في الفترة ما بين عزل مرسي وفض اعتصام "رابعة العدوية"، اختفى عزت واشترط عليه عدم استخدام أي وسيلة اتصال أرضية أو مرتبطة بالقمر الصناعي حتى لا يتم القبض عليهما. بعد اختفاء يقترب من العامين، ظهر من جديد، عقب حدوث أزمات قويه داخل جماعه الإخوان، من خلال مقاله تحتوي علي رسالة لأعضاء الجماعة تداولنها وسائل الإعلام وتتناول تمسكه بمنصبه كنائب للمرشد وعدم الاعتراف بانتخابات جرت داخل الجماعة وتمت استبعاده. كانت الجماعة قد شهدت صراعًا بين فريقين يدعى كل منهما حقه في إدارة الجماعة، ويضم الفريق الأول أعضاء مكتب الإرشاد الذي كان يدير الجماعة قبل عزل مرسي، ويتزعمه محمود عزت النائب الأول السابق لمرشد الإخوان ومحمود حسين الأمين العام السابق للجماعة (المقيم فى تركيا)، ومحمود غزلان المتحدث السابق باسم الجماعة، وعبد الرحمن البر الملقب بمفتى الجماعة، ومحمد طه وهدان مسئول لجنة التربية فى الجماعة، الذي تم اعتقاله الأسبوع الماضي. ويأتي على رأس الفريق الثاني، أعضاء مكتب الإرشاد الذي تم انتخابه في فبراير 2014، ويتزعمه محمد كمال مسئول الإخوان في جنوب الصعيد (الذي يتردد أنه القائم بأعمال مرشد الجماعة)، ومحمد سعد عليوة مسئول الإخوان بالجيزة، وحسين إبراهيم الأمين العام لحزب الحرية والعدالة، وعلى بطيخ عضو مجلس شورى الجماعة.