سيدي براني أو مدينة براني، مدينة صغيرة تقع شمال غرب مصر على الشريط الساحلي للبحر الأبيض المتوسط بالقرب من الحدود الليبية، وهي عاصمة " مركز براني" الذي يتبع إداريًا لمحافظة مطروح قرب ساحل البحر المتوسط. سُميت المدينة على اسم الشيخ الساعدي البرانى، وهو شيخ سنوسي تولى أمر زاويتها فسُميت زاوية براني. ويبلغ عدد سكانها حوالي 28,049 نسمة. ويسكنها العرب البدو وقطاعات من جنود الجيش المصري لكونها تعتبر النقطة الثانية لحماية مصر من أي خطر غربي, وكانت أيام توتر علاقة القذافى والسادات تعتبر كخلية نحل عسكري، وعربها يعيشون عيشة بدائية. استخدمت المدينة كقاعدة عسكرية برية وجوية للقوات الإيطالية في الحرب العالمية الثانية وشهدت في عام 1940 موقعة حربية بهجوم القوات البريطانية على القوات الايطالية فدمرت مئات الطائرات الإيطالية والقوات البرية آنذاك. واستخدم الاتحاد السوفيتي مدينة سيدي براني المصرية, حيث انشأ فيها قاعدة بحرية استمر بها حتى عام 1972، وكان يستغلها لمراقبة السفن الحربية الأمريكية، ولكن عقب تدهور العلاقات المصرية السوفيتية في عهد الرئيس الراحل أنور السادات، غادرت القوات السوفيتية هذه القاعدة. عادت الصحف الروسية بعد أن توطدت علاقتها مع مصر خلال السنوات الأخيرة لتتحدث مرة أخرى عن استئجار منشآت عسكرية، من ضمنها قاعدة جوية في مدينة سيدي براني شمال غرب مصر، قرب ساحل البحر المتوسط. وأشارت صحيفة "ازفيستيا" الروسية الاثنين الماضي، نقلاً عن مصدر في الخارجية الروسية، ومقرب من وزارة الدفاع الروسية، إلى أنه تم التطرق أثناء المحادثات إلى أن القاعدة ستكون جاهزة للاستعمال بحلول عام 2019، في حال توصل الطرفان إلى اتفاق. وتعتزم روسيا التوغل في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية بعد أن تراجعت نفوذها في المنطقة، بعد تفتت الاتحاد السوفيتي وعدم مساندتها العراق ومنع التدخل الأمريكي في 2002 بحسب مراقبين. وقامت بإنشاء قاعدة بحرية دائمة مؤخرًا في مدينة طرطوس السورية الساحلية، وفق بيان وزارة دفاعها، مستغلة سيطرتها على مناطق كبيرة لمساندة القوات النظامية التابعة لبشار الأسد. كما تعتزم توسيع قاعدة "حميميم" باللاذقية (غربي سوريا)، التي تستخدمها في عملياتها، وتحويلها إلى قاعدة جوية عسكرية مجهزة بشكل متكامل. وبدأت القوات الروسية منذ أغسطس الماضي تدريبات بحرية في الجزء الشرقي من البحر المتوسط. وقالت الوزارة إن الطائرتين الحربيتين (سيربوخوف) و(زيليوني دول) المزودتين بصواريخ كاليبر الموجهة ستشارك في التدريبات. وأضافت أن الجيش يعتزم اختبار إطلاق صواريخ خلال هذه التدريبات. وعلى الرغم من نفي رئاسة الجمهورية لعدم إنشاء قاعدة عسكرة في مدينة سيدي براني إلا أن المؤشرات تدل على أن اقتراب روسيا من منطقة الضبعة لتنفيذ المفاعل النووي السلمي خلق لها رغبة في العودة لمدينة براني. وربما تقدم السلطات المصرية تنازلات تتيح لها بالتواجد العسكري في ضوء سعيها لعودة السياحة الروسية والحصول على دعم أكبر في المرحلة المقبلة، بعد أن اتجهت دفة الرئاسة الأمريكية نحو المرشحة هيلاري كلينتون التي تتبني سياسات مناهضة للنظام الحالي في مصر. وقال مصدر عسكري طلب من "المصريون" عدم نشر اسمه، إن "حدود مصر الساحلية الشمالية الغربية تمثل مطمعًا للعديد من القوات العسكرية لكونها في موقع مميز على ساحل البحر المتوسط، كما أنها كانت تستخدم في الماضي لرسو السفن الحربية والمراكب، ما جعلها مقرًا للقوات الايطالية خلال الحرب العالمية الثانية". وأضاف: "روسيا لم يكن لها قواعد عسكرية على الأراضي المصرية في أي وقت لكن تواجدها كان يقتصر على الخبراء العسكريين في سلاح الدفاع الجوي وسلاح الجو، بسبب ما كانت تمده لمصر من طائرات وبطاريات دفاعية قبل حرب 1973، وقبل أن يتم طردهم من قبل الرئيس الراحل أنور السادات". وتابع: "حدود مصر إستراتيجية ولن يسمح فيها بوجود أي قواعد بحرية أو عسكرية".