شهدت الجلسة الإجرائية التي عقدها مجلس الشعب أمس لإجراء انتخابات رؤساء وهيئات مكاتب لجان البرلمان ، أول صدام بين نواب الإخوان والحزب الوطني بعد أن اتهم نواب الإخوان الحزب بالتلاعب في كشوف رغبات اللجان والقيام بعمل توزيعات أخرى لنواب الإخوان لمنع تكتلهم داخل أي من لجان البرلمان ال19 . وشن نائب الإخوان علي فتح الباب هجوما حادا على الحزب الوطني واتهمه بالتلاعب والتزوير ، وقال فتح الباب " للأسف لقد فوجئت بتغيير رغبتي الأولى من لجنة الصناعة ، رغم أنني تقدمت منذ ثلاث أيام بطلب لتغيير رغبتي من لجنة القوى العاملة إلى الصناعة ، لكن لم يتم الالتفات لهذا الطلب . وأعلن نواب الإخوان حمدي حسن وعلي لبن وحسين إبراهيم تضامنهم مع علي فتح الباب وطالبوا بالاستجابة لرغبته في الانضمام للجنة الصناعة واختلطت أصوات علي لبن الانفعالية بأصوات النواب في القاعة. وإزاء تصاعد المناقشة ، هدد الدكتور أحمد فتحي سرور النائب علي لبن بتطبيق لائحة المجلس ما لم يلتزم باحترام الجلسة وعدم الحديث بدون إذن ، وعندما رفض لبن الاستجابة ، عاد سرور للتنبيه عليه ، قائلا " لا تبدأ معي خطأ وأنبه عليك بالجلوس وعدم الحديث دون إذن ، واحتراما لسنك .. لا تضطرني إلى اللجوء إلى تطبيق اللائحة " . من جانبه ، وصف الدكتور حمدي حسن المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية للإخوان ما حدث بداية غير مبشرة وغير طيبة ولا تعبر عن الشفافية المطلوبة ، مشيرا إلى أن الحزب الوطني تلاعب برغبات نواب الإخوان وأعاد توزيعهم قسرا على اللجان بما يضمن وجود الأغلبية لهم في كل لجنة لضمان فوز مرشحي الحزب الوطني. وفي المقابل ، أكد الدكتور سرور أن هناك أربعة ضوابط حاكمة لتوزيع النواب على اللجان ، أولها مراعاة توزيع النواب على عضوية اللجان رغبة أولى ، وأن لا يقل عدد نواب كل لجنة عن عشرة نواب ، وتمثيل المرأة والمعارضة في كل منها بقدر الإمكان ، وألا يزيد عدد النواب عن 25% من نواب كل محافظة في اللجنة الواحدة. وكانت لجنة الشئون الصحية قد شهدت مفاجأة من العيار الثقيل بسقوط مرشح الحزب الوطني على موقع الوكالة الدكتور شمس الدين أنور أمام مرشح الإخوان الدكتور أكرم الشاعر بفارق أربعة أصوات . وحاول الحزب الوطني تعديل النتائج لصالح مرشح الوطني إلا أن لجنة فرز الأصوات رفضت تلك المحاولات ، رغم صعود عبد العزيز مصطفى وكيل مجلس الشعب عن العمال وإجراءه العديد من الاتصالات التي أجلت الإعلان عن فوز مرشح الإخوان لمدة عشرين دقيقة . وفي أول رد فعل ، أعرب شمس الدين نور عن أسفه وتساءل كيف يسقط أمام مرشح الإخوان رغم أن عدد أعضاء اللجنة من الحزب الوطني يبلغ 19 نائبا. وكان النائب الدكتور حمدي السيد قد فاز بالتزكية برئاسة اللجنة وأعلن أن لجنة الصحة من اللجان التي لا تعمل بالسياسة لكن أدائها منصب على خدمة المريض وتوفير الخدمة الجيدة لكل مواطن على أرض مصر. وشهدت انتخابات هيئات مكاتب اللجان قد شهدت عدد من المفاجآت منها تراجع حمدين صباحي عن ترشيح نفسه لرئاسة لجنة الثقافة في حين دخل النائب الوفدي محمد مصطفى شردي المنافسة على موقع الوكيل في اللجنة وحصل على سبعة أصوات في حين فاز مرشحو الوطني بمواقع رئيس اللجنة والوكيلين وأمينا السر ، بينما سارت انتخابات لجان الصناعة والنقل والمواصلات والدفاع والأمن القومي والشباب وحقوق الإنسان والزراعة في هدوء لم يكن متوقعا ، وفاز الجميع بالتزكية ، فيما خسر محمد عصمت أنور السادات المنافسة على موقع وكيل العلاقات الخارجية أمام منافسه محمد خليل قويطة الذي أنضم مؤخرا للحزب الوطني. أما لجنة الصناعة ، فقد شهدت محاولات فاشلة من نائب الإخوان علي فتح الباب لخوض الانتخابات على موقع الوكيل إلا أن محمد أبو العينين رئيس اللجنة الذي فاز بالتزكية اتصل بقيادات المجلس التي أكدت له أنه ليس عضوا باللجنة . وشهدت الانتخابات فوز مرشحي الوطني برئاسة العديد من لجان البرلمان بالتزكية ، حيث فاز ومصطفى السلاب برئاسة اللجنة الاقتصادية وأحمد عز بلجنة الخطة ومصطفى الفقي بلجنة العلاقات الخارجية وسعد الجمال بلجنة الشئون العربية ومحمد جويلي بلجنة الاقتراحات والشكاوى وحسين مجاور برئاسة لجنة القوى العاملة وطارق مصطفى للجنة الإسكان وسيد جوهر للجنة الشباب.