تبذل مصر مساعي مكثفة من أجل الدفع بمحمد دحلان، المستشار الأمني لولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، والقيادي السابق بحركة "فتح"، ليكون رئيسًا للسلطة الفلسطينية، خلفًا لمحمود عباس "أبو مازن"، وهي التحركات التي يدعمها الإعلام الموالي للسلطة في مصر من خلال تشويه صورة الأخير، وتحسين صورة الأول. وبحسب تقارير، فإن "اللجنة الرباعية" تهدف لتوحيد الجبهة الداخلية الفلسطينية، وإبرام مصالحة داخلية بين أبناء حركة "فتح" تنطلق منها مصالحة فلسطينية شاملة بين أبناء حركتي "فتح" و"حماس" لإنهاء حالة التشرذم والتشتت الفلسطيني، وفي الحقيقة تهدف لتقريب وجهات النظر بين "أبو مازن" ودحلان، لتحسين العلاقة بينهما إذا ما جرت انتخابات قريبة. موقع إخباري فلسطيني، كشف النقاب عن تحرك مصري أردني سعودي إماراتي، تجاه حل القضايا العالقة في الداخل الفلسطيني، خاصة داخل حركة "فتح". ونقل عن مصدر عربي رفيع المستوى، أن اجتماعات مكثفة عقدت في الآونة الأخيرة للدول صاحبة خارطة الطريق وهي "مصر، الأردن، الإمارات، والمملكة العربية السعودية". وأكد أن عقد الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها في الثامن من أكتوبر المقبل، ستسبقها مصالحة فتحاوية داخلية تجمع اللجنة المركزية للحركة مع العضو المفصول منها محمد دحلان، مشيرًا إلى موافقة الأخير على إتمام المصالحة المذكورة دون عودته إلى عضوية اللجنة، مع توقعات بعودة عضويته في فتح، ويشير الموقع في تسريباته إلى أن كل من تضرر من العلاقات المتوترة بين عباس ودحلان منذ خمسة أعوام ستتم إعادته إلى حركة فتح، وكل من تم تصنيفه من المتجنحين أو تم قطع راتبه ستتم إعادته. ويبدو أن الرئيس الفلسطيني انصاع للضغوطات العربية الهائلة والتي اجتمعت فيها دول عربية ذات وزن ثقيل منها "مصر، والأردن، والإمارات، والسعودية، لأجل إعادة دحلان للمشهد. وقال "أبو مازن" إنه "لا يريد الترشح لولاية رئاسية جديدة، وفي حال فكر دحلان في خوض الانتخابات الرئاسية، فهو حق له كأي فلسطيني آخر، وأعتقد أن الظروف العربية والإقليمية مهيأة لذلك". وفي هذا الإطار، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن فرصة دحلان" كبيرة لخلافة "أبو مازن" ومدعوم من مصر والإمارات، بجانب مروان البرغوثي، وناصر القدوة. الإعلام المصري من جهته، شن هجومًا لاذعًا على أبو مازن، رغم أن العلاقات القاهرية الفتحوية بعد أحداث 3 يوليو على ما يرام، لكن سعى القاهرة لتنصيب "دحلان" جعلها تنقلب عليه. وحملت تلك التقارير عناوين مختلفة، منها "الفلسطينيون يسخرون من أبو مازن: متناقض وله ألف وجه"، وآخر بعنوان "أبو مازن يواصل هواية الرقص على أجساد الفلسطينيين".. "الخرف السياسى" يصيب "محمود عباس" ويفقده عقله.. رئيس السلطة الفلسطينية يحتمى بالتصريحات العنترية لينفرد بالمال والقرار.. "أموال وعقارات" أبناء عباس في ازدياد ويستفيدون مالياً من بقاء والدهم "رئيساً".. لماذا يصر عباس على خسارة الأشقاء العرب؟ هل أصبحت فلسطين عزبة لأبناء عباس؟ على الجانب الآخر، رأى أشرف أبو الهول، الخبير في الشأن الفلسطيني، أن مصر تعلم جيدًا الخلاف بين أبو مازن ودحلان وتعي أن أي مبادرة للتصالح لن تنجح وهدف المبادرة الرباعية في النهاية الوقيعة بين الفلسطينيين والمصريين. وأضاف "أبو الهول" ل"المصريون"، أن الانتخابات الرئاسية لم تقرر بعد، وإذا أجريت ستكون هناك مفاجآت، لاسيما أن أبو مازن أعلن عدم ترشحه لفترة مقبلة، لكنه في الوقت ذاته، استبعد أن يأتي "دحلان" خليفة لأبو مازن. وتوقع الباحث في الشأن الفلسطيني، أن الأقرب لخلافة أبو مازن "أحمد أبو قريعة" القيادي بحركة فتح، واللواء ماجد علي فرج، رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية.