تقدمت أبرز منظمة يهودية في بريطانيا باعتذار عن وصف هيئة خيرية إسلامية بأنها "منظمة إرهابية". وفي تسوية خارج نطاق المحاكم قال مجلس نواب يهود بريطانيا إنه كان يتوجب ألا يصم منظمة "إنتربال" بهذا الوصف. وكانت منظمة "إنتربال" التي تجمع تبرعات بالملايين للفلسطينيين وتتخذ من لندن مقرا لها قد أقامت دعوى قضائية ضد المجلس اليهودي تتهمه فيها بالتشهير، وكان مقررا أن تنظر فيها المحكمة العليا العام القادم. وقد نشر المجلس اليهودي اعتذارا وتراجع عما نشره على موقعه على شبكة الإنترنت. ونقلت ال بي بي سي عن بيان صادر عن المجلس اليهودي إنه توصل إلى اتفاق مع إنتربال يتعلق بمقال نشر في موقع المجلس على شبكة الإنترنت في سبتمبر 2003 أشار فيه إلى "منظمات إرهابية مثل حماس وإنتربال". وقال البيان: "نود توضيح أننا كان ينبغي ألا نصف إنتربال بهذه الطريقة ونحن نأسف لما سببه الموضوع الذي نشرناه من استياء ومعاناة". وتعد إنتربال إحدى أكبر المنظمات الخيرية الإسلامية في أوروبا، وتقول إنها تمول مشاريع إنسانية وتعليمية وطبية في الأراضي الفلسطينية. وتصر المنظمة، التي تنفق نحو خمسة ملايين جنيه استرليني في العام الواحد، على أنها تحتفظ بسجلات مفصلة وكشوف محاسبية عن كيفية إنفاق شركائها الفلسطينيين للنقود. اتهامات واشنطن وكان النزاع مع مجلس نواب يهود بريطانيا قد بدأ بعد أن اتهمت وزارة الخزانة الأمريكية إنتربال بأنها جزء من "شبكة تمويل" أوروبية لحركة المقاومة الفلسطينية (حماس). ويقول مسؤولون إن إنتربال ستار يمكن من خلاله تمويل أنشطة حماس. وقالت واشنطن إنها ستجمد أية أصول لإنتربال داخل الولاياتالمتحدة وحظرت على المواطنين الأمريكيين التعامل مع تلك المنظمة. وجمدت لجنة الأعمال الخيرية البريطانية حسابات إنتربال وأجرت تحقيقا في أنشطتها. لكنها أبرأتها في وقت لاحق وقالت إن واشنطن لم تتمكن من إثبات زعمها. لكن وزارة الخزانة الأمريكية أبقت على إدراج إنتربال على قائمتها للمنظمات المشتبه بها، وهو موقف لا يزال يثير حفيظة كثير من المسلمين البريطانيين. وقال إبراهيم هيويت، رئيس إنتربال، لبي بي سي إنه يرحب باعتذار مجلس نواب اليهود. وقال إن الشروط المحددة للتسوية ستظل سرية. وقال هيويت: "نحن مسرورون للغاية للفوز بمثل هذه المعركة الهامة والطويلة. كل ما كنا نرغب فيه هو اعتذار لإبراء ساحة المنظمة."