أرجع عدد من قيادات وأعضاء الأحزاب السياسية، فشل الإضراب العام الذى دعت إليه بعض النشطاء يوم السبت الماضي لرفض جماعة الإخوان المسلمين وحزبى النور والوفد له، مما أثر على عدم تقبل الشعب للفكرة. وقال محمد سرحان عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن المناخ العام لم يكن مهيأ للإضراب العام، لأن معظم القوى السياسية رفضته وعلى رأسهم الإخوان والوفد والنور، مشيرًا إلى أن هؤلاء لهم وزن فى الشارع المصرى الأمر الذى أدى إلى عدم التفات الشعب لمثل هذه الدعوات وانصرافهم إلى العمل. وأوضح سرحان أن من يطالب بالإضراب والعصيان المدنى لابد أن يكون متوافقا مع القوى السياسية التى رفضته،مشيرًا إلى أنه كان من الممكن نجاح هذا الإضراب إذا توافقت كل القوى السياسية عليه. من جانبه، قال الدكتور محمد أبو العلا رئيس الحزب الناصرى، إن الدعوة للإضراب العام لم يتم التنسيق فيها بين القوى السياسية والاتفاق عليها بينهم، وذلك لعدم وجود اتفاق جماعى على هذه الفكرة. وأشار إلى أن فكرة الإضراب العام فشلت لأن عددا من المواطنين لم يعلم من الأصل تعريف هذه الفكرة، بينما رأى البعض الآخر أنها تعنى تعطيل لمصالح الدولة. وأكد أن من طالب بهذه الفكرة كان فى اعتقاده أن الإضراب العام هدفه تحقيق مطالب الثورة، ولكنهم وجدوا أنه من الأفضل أن يتم تصعيد الأمر بحيث يصل إلى العصيان المدنى فى كل مؤسسات الدولة. فيما عزا ناجى الشهابى رئيس حزب الجيل الديمقراطى، فشل الإضراب العام إلى عدم ثقة الشعب فى الذين دعوا إليه، مشيرا إلى أن الشعب لديه ثقة كبيرة فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وأشار إلى أن الشعب خرج لأول مرة فى انتخابات حرة ونزيهة ليختار البرلمان الذى سيعبر عنه خلال المرحلة المقبلة بعد تزوير إراداته لمدة 30 عاما فى ظل النظام السابق. وأكد أن رفض الشعب للإضراب جاء للرد على محاولة المؤامرة الأمريكية التى تريد هدم الدولة المصرية وتقسيم الوطن إلى 4 دول لتفتيتها وتمزيق وحدتها. غير أن نبيل عتريس عضو المكتب السياسى لحزب "التجمع" قال إن فشل الإضراب العام كان متوقعا بنسبة 90 % لأنه ولد فاشلا منذ البداية، لأن الشعب لم تكن لديه القدرة للقبول به باعتباره أحد أساليب الاحتجاج المعقدة على مستوى العالم. وأشار إلى أن فشل الإضراب العام جاء أيضًا نتيجة زخم اليوم الذى يسبقه والذى تمثل فى جمعة الرحيل والتى حشدت عددا من جماهير الشعب المصرى الأمر الذى أدى إلى إنهاك قوتهم وعدم استكمالهم اليوم الذى يليه. وبرر فشل الإضراب،إلى ما سماه"ممارسة دعاية رهيبة ضده"،من خلال قيام المجلس العسكرى بترهيب الشعب من عواقب الإضراب الوخيمة والتى تتمثل فى عدم حصوله على رغيف الخبز بالإضافة إلى فتوى الأزهر بعدم شرعية هذا الإضراب. وشاطره الرأي محمد سامى رئيس حزب الكرامة، قائلا إن فشل الإضراب العام كان أمرا متوقعا لأنه بعيد عن مطالب الشعب. وأشار إلى أن الشعب رفض هذا الإضراب العام لأن الوقت قد حان لسرعة تسليم السلطة لسلطات مدنية منتخبة من خلال إجراء انتخابات رئاسية نهاية شهر يونيو المقبل وفق ما حدده المجلس العسكرى فى جدوله الزمنى. ورأى الدكتور محمد الجوادى الخبير السياسى، أن الإضراب العام لم يفشل ولكن كل ما فى الأمر أنه بدأ صغيرا وسيقوى، مشيرا إلى أنه كان من الطبيعى أن يبدأ صغيرا لأنه حديث على المجتمع ويحتاج إلى وقت كاف حتى يتفهمه الشعب. وتوقع أن يزداد الإضراب العام ليشمل كل قطاعات الدولة خاصة أن الشعب يسير على مقولة "الممنوع مرغوب".