أثيرت حالة من الجدل في الآونة الأخيرة؛ بعد أن حظرت فرنسا ارتداء «المسلمات» المايوه الشرعي «البوركينى» على شواطئها، بحجة أنه يمثل الولاء للإرهاب، إلا أن المسلمات التزمن بزيهن الشرعي على شواطئ باريس، ما عرّضهن للانتهاكات والغرامات وأحيانًا الطرد والسجن، وآخرها تجريد مسلمة من ملابسها على شواطئ مدينة "نيس" الفرنسية. على إثر هذه الأزمة، استنكر أزهريون، الانتهاكات المتكررة ضد المسلمات في دول أوروبا؛ بسبب التزامهن بالزى الشرعي أو ما يُعرف ب«البوركيني»، قائلين إن الغرب يتشدق ليل نهار بالحريات إلا أنه يقول ما لا يفعل.
من جانبه، قال الدكتور محمود عبدالخالق دراز، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر، إن الغرب يتبارى في كشف ستار الحريات وبخاصة حرية العقيدة واللباس، مشيرًا إلى أن تعنته ضد المسلمات الأوروبيات يكشف زيف ما يتشدق به من حقوق الإنسان وحرياته. أضاف "دراز" في تصريحات ل"المصريون" أن الأزهر لو أجبر المقيمين في مصر من غير الدول الإسلامية على لبس الحجاب "لقامت الدنيا وما قعدت"، مستدلاً بالآية القرآنية: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"، مشيرًا إلى أنه لم يثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أكره ذميًا أو معاهدًا على أمر لا يحضه عليه دينه.
تابع أستاذ العقيد بجامعة الأزهر: " الغرب يصفنا بأننا قامعو الحرية ورعاة التخلف والرجعية وانتهاك حقوق الإنسان ويتناسون عنصريتهم الفجة التي يمارسونها ضد دين الله عز وجل في الأرض".
وفي هذا الإطار، قال الدكتور سيف رجب قزامل، عميد كلية الشريعة بجامعة طنطا، إن الغرب ينادون بحرية العقائد والمساواة والديمقراطية، مشيرًا إلى أنه عندما يأتي الأمر عند الإسلام والمسلمين يخالفون كل ذلك ويضربون به عرض الحائط.
أضاف "قزامل " في تصريحات ل"المصريون" أن منع الغرب ارتداء الزي الشرعي على الشواطئ يخالف كل ما ينادونا به من قيم، وأن ما يحدث دعوة للإباحية والعري وتعدٍ على الحرية. وأوضح عميد كلية الشريعة أنه يجب على السفارات الإسلامية أن تتجه للقضاء الدولي، مؤكدًا ضرورة اتخاذ اللازم ضد ما يحدث للمسلمين في أوروبا.
الدكتور عوض إسماعيل، وكيل كلية الدارسات الإسلامية، قال إن ما حدث في قضية الرداء الشرعي وتجريد السيدات منه في شواطئ فرنسا غير منصف. أضاف "إسماعيل" في تصريحات ل"المصريون": "الغرب ينتهك حرية الفكر والعقيدة على مرأى من العالم أجمع ولا نقبل بما حدث". وتساءل وكيل كلية الدارسات الإسلامية: "لماذا ينادون بالحرية فيما يتعارض مع عقيدتنا في حين لا نطالبهم إلا بما تقتضيه عقائدهم؟".