قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية, إن المرشح الجمهوري دونالد ترامب هو انعكاس واضح لحالة النزوع للاستبداد وعدم الثقة بالديمقراطية, التي انتشرت مؤخرا في المجتمع الأمريكي. وأضافت الصحيفة في مقال لها في 16 أغسطس, أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعا في ثقة الأمريكيين بجميع المؤسسات المنتخبة, وقدرتها على إحداث تغيير في السياسة العامة, ولذا فإن ترشح ترامب, الذي يعرف عنه ميوله الاستبدادية, لم يكن عفويا, بل كان كان مخططا بعناية في ظل تزايد النزعة الاستبدادية في أوساط الأمريكيين. وتابعت " نجاح ترامب في اجتذاب كثير من الناخبين لرؤيته الاستبدادية التي تتطلع إلى رئاسة بسلطات شاملة, لم يشكل مفاجأة للمتابعين للتطورات في المجتمع الأمريكي, الذي أصبح أكثر تقبلا للأفكار المعادية للديمقراطية, حتى قبل ظهور المرشح الجمهوري بوقت طويل". وخلصت الصحيفة إلى التحذير من أن الديمقراطية الغربية أصبحت مهددة بقوة, في حال لم يتم التصدي على وجه السرعة للنزعة الاستبدادية المتزايدة في الولاياتالمتحدة وأوروبا. وكان الكاتب الأمريكي ديفيد إغناشيوس حذر أيضا من تداعيات خطيرة للتصريحات العدائية, التي يطلقها دونالد ترامب ضد المسلمين, والتي زادت وتيرتها في أعقاب الهجوم المسلح على ملهى للشواذ في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا في 12 يونيو الماضي. وقال إغناشيوس في مقال له بصحيفة "واشنطن بوست" في 14 يونيو الماضي, إن دعوات ترامب المتكررة إلى حظر هجرة المسلمين لأمريكا, وإغلاق المساجد, وإجبار المسلمين المقيمين أصلا في أمريكا على التسجيل لدى السلطات, تصب فقط في صالح تنظيم الدولة "داعش". وتابع " استعداء المسلمين جميعهم أمر خطير سيدفع المسلمين إلى الاقتناع بأنهم مستهدفون كمسلمين، وهو أمر يهدف إليه تنظيم الدولة, الذي يعيش آخر أيامه, بالتضييق عليه من كل الجوانب في سوريا والعراق، ولم يتبق له إلا استعداء الغرب للمسلمين كأمة واحدة". وأضاف إغناشيوس " الهجمات الإرهابية الفردية على غرار مجزرة أورلاندو ليست أخطر من استعداء ترامب للمسلمين جميعا". واستطرد " تصريحات ترامب قد تكون أخطر, لأنها ستؤدي إلى زيادة انتشار داعش وظهور تنظيمات أخرى على غراره, بينما الهجمات الفردية قد تستطيع أجهزة الأمن والاستخبارات التصدي لها". وكان ترامب زعم أنه كان محقا بشأن موقفه مما سماه "الإرهاب الأصولي الإسلامي"، وذلك تعقيبا على الهجوم على ملهى الشواذ في أورلاندو. وكتب ترامب تغريدة بعد الهجوم بساعات, قال فيها :"إنه كان محقا بشأن بالإرهاب الأصول الإسلامي", وتابع " أقدر التهاني لي لأنني كنت محقا بشأن الإرهاب الأصولي الإسلامي.. لا أريد تهاني.. أريد شدة ويقظة.. ينبغي أن نكون أذكياء". وكانت شبكة "سي بي إس" الأمريكية أشارت إلى سقوط 50 قتيلا وأكثر 53 جريحا في إطلاق نار واحتجاز رهائن في ملهى للشواذ بمدينة أورلاندو في 12 يونيو الماضي. ونقلت "سي بي إس" عن مصادر أمريكية رسمية قولها إن منفذ عملية إطلاق النار في الملهى أمريكي من أصل أفغاني، يدعى عمر متين (29 عاما). وتبنى تنظيم الدولة "داعش" الهجوم الذي وقع داخل ملهى الشواذ في أورلاندو, وقالت وكالة أعماق التابعة للتنظيم إن أحد أفراد التنظيم نفذ الهجوم الذي وقع الأحد 12 يونيو في أورلاندو, التي تعد من أكبر الوجهات السياحية في الولاياتالمتحدة.