قال أزهريون إن الأزهر انتصر في الأزمة التي تفجرت أخيرًا حول قرار وزارة الأوقاف بتطبيق "الخطبة المكتوبة" في المساجد، الأمر الذي رفضته هيئة كبار العلماء. وكان الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، استدعى قيادات الأزهر والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية إلى مكتبه اليوم، بعد اجتماعه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم. وطالب شيخ الأزهر، وزير الأوقاف وكل القيادات الدينية بالالتزام بالمنهج الأزهري والعمل المشترك من أجل الارتقاء بالخطاب الديني والارتقاء بمستويات الأئمة والوعاظ والمفتين على كافة المستويات. وقال الدكتور أحمد خليفة شرقاوي, المدرس بكلية الشريعة والقانون, إن استدعاء الأزهر للأوقاف والمفتي بشأن تطوير الدعاة والأئمة يعد انتصارًا كبيرًا للأزهر في رؤيته الواقعية لما يترتب على الخطبة المكتوبة من آثار سلبية . وأضاف خليفة ل "المصريون"، أن "هذا الاجتماع يعد بادرة فتح وخير على المؤسسات الدينية والدعوية التابعة له، وصونًا أيضًا للمفتين والرفع من كفاءتهم في واقعهم المعاصر الذي تلاحمت فيه الفتن وأصبحت كقطع الليل المظلم". وقال إنه بعث برسالة للجميع يقول فيها : "يا أساتذة يا علماء ويناشد الجميع، الخطبة المكتوبة تسطح فكر الأئمة وتصيب المستمعين بالملل". وتابع "موقف الإمام الأكبر وإن دل فإنما يدل على الحكمة في عدم الانصياع وراء أمور من شأنها أن تضعف الخطاب الديني وتصيبه بالجمود"، مشيرًا إلى "ضرورة الالتفاف وراء الإمام الأكبر حتى نقضي على ازدواجية القرارات الدينية" . ورأى الشيخ محمد زكي بدار, أمين عام اللجنة العليا للدعوة , أن "الاجتماع الذي وضع فيه الأزهر تعليماته للأوقاف ودار الإفتاء وقيادات المؤسسات الدينية يعد بما لايدع مجالاً للشك انتصارًا بالحق وللحق إزاء الخطبة المكتوبة". وأضاف بدار، أن "الأزهر لا يبحث عن في صراعه إلا عن الأهداف السامية من رفض الخطبة المكتوبة"، موضحًا أن "الأزهر هو المرجعية الدينية والدعوية التي تقف وراء تجديد الخطاب الديني الآن". وأشار إلى أن "الخطبة المكتوبة من شأنها إعاقة تجديد الخطاب الديني لذلك التزم الأزهر موقفه الصلب"، مطالبًا ب "التوحد خلف شيخ الأزهر وهيئة كبار العلماء ودار الإفتاء لأن الأزهر هو المرجعية العليا والوحيدة للإسلام والمسلمين في الخارج والداخل".