يبدو أن المهندس أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطنى المنحل , والذى كانت اقالته ومحاكمته أحد المطالب الرئيسية للثوار فى ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير ,عاشق للأضواء دائما ولا يستطيع العيش بدونها سواء كان خلف القضبان أو حراً طليقا يفعل ما يشاء . احمد عز الذى اشتهر بلقب الطفل المعجزة او الرجل الحديدى خلال السنوات الأخيرة لنظام مبارك عاد الى الأضواء مؤخراً ليكون أحد علامات الإستفهام المثيرة للجدل على الساحة السياسية والإقتصادية .. حيث أعلن هذا الأسبوع عن إختياره رئيساً شرفياً لحزب ( مستقبل مصر ) الذى كان اسمه من قبل ( العدالة الحرة ) , هذا الإختيار الغامض يثير العديد من التساؤلات منها : هل هذه الخطوة تمثل عودة حقيقية لأحمد عز للحياة السياسية ؟ وكيف يعود لممارسة نشاطه السياسى اذا كان قد تم منعه من الترشح فى انتخابات مجلس النواب طوال الفترة الماضية أكثر من مرة ؟ وكان السبب فى ذلك عدم وجود رصيد بنكى أو حساب بريدى له وفقا للشروط الواجب توافرها والمنصوص عليها فى قانون مباشرة الحقوق السياسية ؟ ولعل أكبر دليل على ذلك أن أحمد عز ليس هو رئيس مجلس الإدارة أو عضو بمجالس الإدارات للشركات التى يمتلكها أو يمتلك الغالبية العظمى من أسهمها مثل حديد عز أو عز الدخيلة أو سيراميكا الجوهرة وغيرها ؟ واذا كان أمين تنظيم الحزب الوطنى المنحل قد حصل على حكم أو قرار بحقه فى ادارة أمواله فيجب أن يتم الإعلان عن ذلك للرأى العام لكشف الحقائق المتعلقة بهذا الأمر ( معلومة .. في 3 فبراير 2011 صدر أمر النائب العام في مصر بمنع أحمد عز من السفر خارج البلاد و تجميد أرصدته ضمن قائمة طويلة تضم بعض الوزراء في حكومة أحمد نظيف ) . ونتساءل أيضاً : ألا يثير إختيار اسم ( مستقبل مصر ) دلالة لدى الكثيرين على أنه بمثابة عودة لإحياء فكرة حزب المستقبل الذى كان أحد أحلام عز وصديقه جمال مبارك أمين السياسات السابق بالحزب الوطنى المنحل ونجل الرئيس السابق حسنى مبارك ؟ وهل يعود جمال مبارك أيضاً للحياة السياسية من خلال هذا الحزب تحت ستار الرئاسة الشرفية مثل أحمد عز ؟ . وبالطبع لا يخفى على أحد أن ما يسمى ب( الرئاسة الشرفية ) مجرد تمثيلية ( مكشوفة ومفضوحة ) فى الحياة السياسية , ولعل أكبر مثال على ذلك نجيب ساويرس حيث أنه أيضاً يشغل منصب الرئيس الشرفى لحزب المصريين الأحرار رغم أنه الذى يتولى الإنفاق على الحزب ويتولى كل كبيرة وصغيرة فيه !!! وكذلك الحال بالنسبة لأحمد أبوهشيمة رجل الأعمال ( الحديدى أيضا ) والذى يعد هو الرئيس الفعلى ( وليس الشرفى كما يقال ) لحزب مستقبل وطن الذى حصل على أكثر من 50 مقعداً فى انتخابات مجلس النواب الأخيرة ( باتفاقات وترتيبات خاصة ) ؟ . والسؤال الأهم : هل يكون هذا الحزب الجديد ( مستقبل وطن ) بمثابة إعادة إحياء للحزب الوطنى مرة آخرى , خاصة أن لقاءات أحمد عز مع قيادات وأعضاء الحزب المنحل لم تنقطع طوال السنوات الماضية بل وعقد الكثير منها خلال الفترة الماضية ومن بينها لقاءات فى ( الفورسيزونز ) وأيضاً فى (العين السخنة ) التى عقد فيها اجتماعات منذ أسابيع قليلة مع مجموعة من أشهر رجال الإعلام والصحافة وتم الكشف عن وجود خطة متكاملة لإنشاء مجموعة من القنوات الفضائية والصحف والمواقع الإليكترونية ؟. ونتساءل أيضاً : هل يتم إعادة عز للأضواء بعلم الأجهزة العليا فى مصر أم لا ؟ وما هو المقابل الذى ستحصل عليه تلك الأجهزة مقابل إعادة عز لصدارة المشهد السياسى والإعلامى والإقتصادى كما كان طوال السنوات العشر الأخيرة من عهد مبارك ؟ .