سيتحدى الشعب العصيان المدنى يوم السبت الذى دعت إليه عدة حركات فى مقدمتها 6 إبريل، لأنه يتحدى بذلك تهديدات واشنطن الراعية الحصرية لتلك الحركات. العصيان عمل منظم لتجويع مصر وتركيعها والقضاء على استقلالها، ومقدمة لتنفيذ الخرائط التى عثر عليها فى مقر المعهد الجمهورى الأمريكى بالقاهرة لتقسيم مصر إلى 4 دويلات. لن يعطل الشعب حياته فيما يرى فقراء الأمس، وكان بعضهم يقف طوال الليل فى أكشاك بيع السجائر، يتحولون اليوم إلى مليونيرات بفعل التمويل الأجنبى. قال الدكتور كمال الجنزورى يوم الخميس فى مؤتمر صحفى إن مصر لن تغير موقفها بشأن تطبيق القانون فى قضية التمويل الأجنبى (التى طالت 19 أمريكيًا) ولن تركع للتهديدات الأمريكية بقطع المعونة. هذا الإصرار سيدفع 6 إبريل وأخواتها إلى مزيد من التصعيد بدءًا من دعوة عصيان السبت التى تهدف إلى شل وتجميد الحياة فى جميع أنحاء الجمهورية لتعجيل السقوط الاقتصادى الكامل. تقول صحيفة نيويورك تايمز فى تقرير نشرته بتاريخ 14 إبريل 2011 إن مجموعة من المنظمات والأفراد من بينها حركة 6 إبريل تلقت تمويلاً وتدريبًا من المعهد الديمقراطى الدولى والمعهد الجمهورى الدولى وفريدوم هاوس. هذه المنظمات متورطة فى قضية التمويل الأجنبى المقترنة ب67 دليل ثبوت فى 160 صفحة. وقد عرض موقع ويكيليكس الشهير تسريبات لدبلوماسيين أمريكيين تؤكد تمويل وتدريب حركة 6 إبريل حسب تقرير نيويورك تايمز المشار إليه. وكان بعض قادة الحركات الداعية للعصيان المدنى يوم السبت، حضروا مؤتمرًا تكنولوجيًا فى عام 2008 لتدريبهم على استخدام شبكات التواصل الاجتماعى والموبايل لنشر دعواتهم. ويقول أحدهم للصحيفة الأمريكية إنه تدرب مع فريدوم هاوس على كيفية تأسيس الائتلافات. تضم قضية التمويل الأجنبى 14 متهمًا من العاملين بالمعهد الجمهورى أبرزهم نجل وزير النقل الأمريكى الحالى، و15 متهمًا من العاملين بالمعهد الديمقراطى، و8 من منظمة فريدوم هاوس، ومتهمان من المركز الدولى الأمريكى للصحفيين ومن منظمة كونراد الألمانية. نتذكر أن حملة انطلقت على مواقع التواصل الاجتماعى قبل 25 يناير الماضى حددت يوم السبت 11 فبراير موعدًا لتنصيب الدكتور محمد البرادعى رئيسًا لمصر، فهل هناك علاقة تربط بين العصيان وسقوط الدولة وتوقيت التنصيب؟! بقى أن نقول إن تدهور الاقتصاد وتضور الشعب جوعًا لن يضيرهم، فالناشطة أسماء محفوظ، إحدى مؤسسات حركة 6 إبريل، والتى تدعو ليل نهار لإسقاط الجيش وتهين قياداته بألفاظ يعاقب عليها القانون، انتقلت من أسفل سلم الفقر فى حى عين شمس، إلى مستوى آخر. أبسط الكلام أننا لا نعرف مَن مَوَّل رحلتها لبولندا ودفع لها تذاكر الطيران والإقامة. وعقب هذه الزيارة تم ترشيحها لجائزة العالم "سيخاروف"، الذى كرمته إسرائيل، بإطلاق اسمه على حديقة وشارع. مستوى معيشة قيادات 6 إبريل الذين لم يكونوا أثرياءً قبل ثورة 25 يناير، بينه حاليًا وبين معيشة باقى الشعب بون واسع. نشيد هنا ونقدر دعوة أطلقتها بعض الجاليات المصرية فى الخارج لجعل 11 فبراير الأعلى فى تحويلاتهم المالية إلى وطنهم. العصيان المدنى يوم السبت إعلان حرب لتجويع وتركيع مصر بالنيابة عن واشنطن.. فبماذا سيرد شعب مصر الرائع؟!.. [email protected]
