التقى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، يوم الثلاثاء، مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، يرافقه شقيقه الأمير قائد جوهر عز الدين، ونجلاه الأميران جعفر الصادق، وحسن سيف الدين، ومحمد حسن على مستشار سلطان البهرة، ومفضل حسن، ممثل سلطان البهرة بالقاهرة. وخلال الزيارة، قدم سيف الدين مساهمة مالية لصندوق تحيا مصر، تقدر ب10 ملايين جنيه. وهذه هي المرة الثانية، التي يزور فيها «سلطان البهرة» القاهرة، ويقدم مساهمات مالية لصندوق تحيا مصر، حيث التقى السيسي في 17 أغسطس/ آب من عام 2014، وقدم أيضا مساهمة مالية لصندوق تحيا مصر تقدر ب10 ملايين جنيه، بحسب "الغد" الفضائية. فمن هو سلطان البهرة، وما هي طائفة البهرة التي اعتادت على التبرع لمصر؟ البهرة هي إحدى الطوائف الشيعية الإسماعيلية، كانت في نشأتها الأولى تدعو إلى إمامة إسماعيل بن جعفر الصادق والتي ظلت، وفقًا لرواية الموسوعة «الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة»، تعمل في السر والكتمان، حتى ظهرت حركة، عبيد الله المهدي، في المغرب، فقويت به شكوتهم ثم تسلم الإمامة من بعده المنصور، ثم المعز لدين الله الفاطمي، ثم تولاها العزيز بالله ثم الحاكم بأمر الله، ثم الظاهر ثم المستنصر بالله. وبعد وفاة المستنصر وقع الخلاف بين ولديه نزار والمستعلي، وتمكن المستعلي من تسلّم زمام الخلافة والإمامة بالقوة وبمساعدة خاله الأفضل الجمالي، قائد الجيوش الفاطمية، وبذلك انقسمت الإسماعيلية إلى فرقتين: 1- المستعلية، 2- نزارية. والمستعلية استمر أئمتها في إدارة شؤون الخلافة في مصر، وحين استولى القائد صلاح الدين الأيوبي على شؤون الدولة الفاطمية، وبذلك تفرق الإسماعيلية بفرقتيها (النزارية – والمستعلية)، فكون الإسماعيليون في اليمن فرقة إسماعيلية مستعلية باسم «الإسماعيلية الطيبية»، وتعرف اليوم باسم «طائفة البهرة». وتنقسم طائفة البهرة إلي نوعين، السلمانية والداودية، وينتشر أتباع طائفة البهرة بنوعيها بشكل خاص في الهند واليمن، إضافة إلى مدينة نجران السعودية، وفي تنزانيا ومدغشقر وكينيا، وبعض دول الخليج. وفي اليمن، حيث كانت مركزا للإسماعيلية بعد انحسارها في مصر، ويتمركزون حاليا في منطقة حراز (على بعد 100 كيلو متر من العاصمة صنعاء)، وبعض المناطق الأخرى مثل صعفان وجبلة ومناخة. وفي الهند المقر الرئيسي للطائفة، في مدينة بومباي، حيث إقامة زعيمها محمد برهان الدين وأسرته. وانتقلت زعامة البهرة من اليمن إلى الهند عام 944ه، بعد أن ضعف شأنها في اليمن وبحكم التجارة والاحتكاك، حيث انتقلت من الداعي محمد عز الدين في اليمن إلى أول داعي هندي، هو يوسف نجم الدين، وهو الداعي رقم 24 في سلسلة دعاة البهرة الداودية. أما عن عقيدة البهرة، فهي تشبه عقيدة المسلمين المعتدلين، إلا أن هناك 3 أشياء تميزها، أنهم لا يقيمون الصلاة في مساجد المسلمين، ويصلون صلاة المسلمين ويذهبون إلى مكة للحج كبقية المسلمين. ويعتمد البهرة في عقائدهم على كتب مثل كتاب «النصيحة» لمؤلفه الداعي 51 طاهر سيف الدين، و«دعائم الإسلام» و«الحقائق»، و«ضوء نور الحق المبين». ولقب «الداعي» مخصص للزعيم الذي يتولى حكم الطائفة، ويعتبر ممثلا دنيويا للإمام ويتولى نيابة الإمام الدينية. واشتهر البهرة بالتزامهم الكبير بمذهبهم والتقاليد المنبثقة عنه، فهم متشبثون بزيهم الخاص اللافت للانتباه، ولديهم أماكن خاصة للعبادة، ويتحاشون أداء الصلاة في باقي المساجد الخاصة بالمسلمين. أما عن مفضل سيف الدين، الذي زار مصر اليوم، فنصبته البهرة سلطانا جديدا لها خلفا لوالده محمد برهان الدين، إثر وفاته في منتصف يناير/ كانون الثاني 2014. والسلطان مفضل سيف الدين، هو الداعي المطلَق ال53 من سلسلة الدعاة المطلَقين الفاطميين، وهو الابن الثاني لوالده الراحل، وقد ولد مفضل في مدينة سورت الهندية يوم 20 أغسطس/ آب 1946. ويهتم البهرة بالمساجد الأثرية في مصر، ويعملون على ترميمها، ففي لقائهم مع الرئيس المصري، أشاد السيسي بالجهود التي تبذلها طائفة البهرة لترميم مساجد أثرية في مصر، منوها بإجراءات تهيئة المناخ الجاذب للاستثمارات، وذلك في ضوء اشتغال طائفة البهرة بالتجارة واهتمامهم بالاستثمار في مصر، ولا سيما في مجال المنتجات الغذائية وصناعات الورق والرخام.