"البهرة" فرقة إسماعيلية، تدين بعقائد الطائفة الإسماعيلية وتزعم أن للإسلام باطناً وظاهراً، فيؤولون تعاليم الإسلام تأويلات باطلة، وهم أقرب إلى الشيعة. ويعتقدون أن الله لا هو موجود ولا غير موجود ولا عالم ولا جاهل ولا قادر ولا عاجز ولا غيره من الصفات، وينفون أن يكون الله قد خلق العالم مباشرة وإنما أبدع الكاف واخترع النون وإن من الكاف والنون أقام الله العالم، ويقولون أن النبوة مكتسبة وليست هبة من الله فالإنسان في نظرهم يستطيع أن يصبح نبيا بعد الإرتياض والمجاهدة، كما يعتبرون الإمامة مكملة للنبوة واستمرارا لها. عقائدهم ومن عقائد البهرة الشيعية ولاية الإمام وطاعته والانقياد له عندهم هو ركن الإسلام الأول، يقول زعيمهم وإمامهم الحالي محمد برهان الدين في رسالة وجهها سنة 1398ه إلى البهرة الموجودين في اليمن وأسماها "هداية الدين المضيء": "... وعليكم بالمحافظة على دعائم الإسلام السبع، وهي: الولاية، والطهارة، والصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد". وللبهرة زعماء يتعاقبون، يطلق على الواحد منهم اسم "الداعي"، ويعتبر ممثلا دنيويا للإمام، ويتولى نيابة الإمام الدينية. وحول القداسة التي تعطى لأئمتهم، يقول "نورمان آل كونتر أكنز" وهو أحد أبناء البهرة: " إن أي فرد من أفراد طائفته لا يملك أن يحيا حياته الخاصة به أو أن يقرأ مجلة أو صحيفة أو كتابا أو أن يساهم في إصدارها إلا بإذن الداعي.. ولا يستطيع أن يدرس في مدرسة أو جامعة أو يرسل أبناءه إليها إلا بإذن خاص من الداعي. موطنهم ينتشر أتباع طائفة البهرة بنوعيها السليمانية والداودية بشكل خاص في الهند واليمن ، إضافة إلى مدينة نجران السعودية، وفي تنزانيا ومدغشقر وكينيا، وبعض دول الخليج. وفي اليمن حيث كانت مركزاً للإسماعيلية بعد انحسارها في مصر، ويتمركزون حالياً في منطقة حراز (على بعد 100 كيلو متر من العاصمة صنعاء)، وبعض المناطق الأخرى مثل صعفان وجبلة ومناخة. وفي الهند المقر الرئيسي للطائفة، وتحديداً مدينة بومباي، حيث إقامة زعيمها محمد برهان الدين وأسرته. وقد انتقلت زعامة البهرة من اليمن إلى الهند عام 944ه، بعد أن ضعف شأنها في اليمن وبحكم التجارة والاحتكاك، حيث انتقلت من الداعي محمد عز الدين في اليمن إلى أول داعي هندي هو يوسف نجم الدين، وهو الداعي رقم 24 في سلسلة دعاة البهرة الداودية. وإضافة إلى بومباي، فإنهم يتواجدون في جوجارت ومهراشاترا وسورت ووراجستران وفي 500 مدينة وقرية بالهند.وفي أوائل التسعينات من القرن الماضي كان عددهم في الهند يقدر بحوالي مليوني نسمة ولهم هناك أكثر من 100 مسجد. مدينة نجران، جنوب غرب السعودية،وهم من أصول يمنية، وعددهم غير معروف. وفي مدينة كربلاء في العراق، حيث أقاموا لهم هناك وكيلاً عن داعي الدعاة يعرف باسم (عامل صاحب) أو (عامل) يختص بشؤون الحسينيات الموجودة في أنحاء العراق، وهو المعني بالدعوة إلى المذهب. أهم شخصياتهم طاهر سيف الدين، وهو إمامهم الحادي والخمسين، وقد تولى منصبه سنة 1915، وقد زار طاهر هذا القاهرة سنة 1937، وهو أول زعيم للإسماعيلية وفد إلى مصر بعد خروجهم منها قبل ثمانية قرون. ومحمد برهان الدين زعيم البهرة الحالي، وابن طاهر سيف، وله جهود وجولات كثيرة لنشر الفكر الإسماعيلي، وهو رجل ثري له عشرات المصانع والفنادق، واشترى مشروع المياه الغازية كوكا كولا في بومباي، ويتاجر مع أفراد عائلته بالذهب الذي يهربونه بشكل خاص من أفريقيا. وسلمان رشيد، نائب سلطان البهرة ومبعوثه إلى اليمن، وهو من أصل هندي، ومن أقواله "نحن لدينا شيء يميزنا عن بقية الناس وهو إتباعنا أوامر الداعية الفاطمي الحاضر سيدنا محمد برهان الدين، وأوامره هي التي تجمعنا على كلمة واحدة، ولا يمكن أن نتفرق أبداً . ولا يستطيع أحد أن يفكك طائفة البهرة. جدير بالذكر أن سلطان طائفة البهرة بالهند، مفضل سيف الدين، قرر التبرع ب10 ملايين جنيه لصندوق "تحيا مصر"، عقب لقائه مع المشير عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية الأحد الماضي.