فور وقوع الانقلاب، تحركت قوات عسكرية للسيطرة على جسر "البوسفور" وهو الجسر الذي يربط بين الشقين الأوروبي والآسيوي من مدينة اسطنبول، وهو أيضًا أحد الجسرين اللذين يقطعان مضيف البوسفور. ولهذا الجسر أهمية كبيرة لتركيا لما يُمثله من ربط الجزأين ببعضهما ليكون بذلك حركة الوصل ما بين قارتين هما أوروبا وآسيا، وبدأ بناؤه عام 1970 وتم الانتهاء منه عام 1973. ولكن.. لماذا سيطر الانقلابيون على "البوسفور" أولًا.. ولماذا ذهبت معداتهم الحربية ودباباتهم لتُغلق المعبر أمام حركة السيارات؟.. قبل أن يُجبرهم الأمن التركي ومن خلفه الشعب على الاستسلام؟ يقول السفير أحمد القوسي، مساعد وزير الخارجية السابق، إن هذا المعبر هام جدًا بالنسبة لدول عديدة في آسيا وأوروبا، كما أن روسيا هيّ أكبر الدول التي يُمكن أن تقلق منه إذا لم تتم السيطرة عليه، لافتًا إلى أن الانقلابين كانوا يريدون طمأنة روسيا كما طمأنوا في بيانهم "الناتو". وأشار القوسي في تصريح ل "المصريون" إلى أن أهمية البوسفور كأهمية قناة السويس بالنسبة لمصر، باعتباره معبرًا حيويًا وهامًا جدًا بالنسبة لتركيا ومن حولها من الدول، لذلك فإن السيطرة عليه مع بداية الانقلاب كان "ضروريًا" بالنسبة للانقلابيين. وأوضح أن أردوغان كنموذج وكفكر له مؤيدون في تركيا والدول التي تتحدث اللغة التركية في آسيا، نافيًا أن يكون الانقلابيون قد كانوا يخشون من دخول مؤيدين لأردوغان من أوروبا. من جانبه، قال الخبير السياسي، شريف الدمرداش، إن معبر البوسفور يربط بين قارتين كما أنه معبر لأهم مضيق بين آسيا وأوروبا، وبالتالي فإن تركه دون سيطرة قد يسبب مشاكل كبيرة لقوات الانقلاب. وأوضح الدمرداش في تصريح ل "المصريون"، أن قوات الانقلاب كانت تضع في حسبانها قاعدة "إنجيرليك" الأمريكية الموجودة في غرب تركيا، لافتًا إلى أن تلك القاعدة والطائرات الأمريكية بها ساهمت في إخماد الانقلاب. وأشار المحلل السياسي إلى أن أهمية معبر البوسفور "معنوية" في المقام الأول، لافتًا إلى أن قوات الانقلاب كان يهمها السيطرة على قاعدة "إنجيرليك" وإحاطتها بالقوات، وتعتبرها هيّ الأهم بالنسبة لها، وكانت محقة في ذلك، عندما انطلقت الطائرات الأمريكية لتضرب طائرات الانقلابيين.