قال عدد من الخبراء السياسيين، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هو الرابح الوحيد من محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة، مشيرين إلى أنه استطاع اتخاذ عددٍ من القرارات وتحويل الضربة العنيفة التي تلقاها إلى مكاسب على أرض الواقع، واصفينه ب"الداهية السياسية". عاش الشعب التركي 7 ساعات من القلق، مساء أمس الجمعة، عقب محاولة بعض أفراد الجيش بالانقلاب على الحكومة، وإعلانهم تسلم السلطة، ولكن عقب مرور ساعات قليلة سيطرت الحكومة التركية على الأمر، وتم اعتقال العديد من منفذي الانقلاب، وسط حشد من المتظاهرين بالميادين، للاعتراض على هذا الأمر. من جانبه، قال الدكتور أحمد مهران، الخبير السياسي، ومدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، إن فشل الانقلاب العسكري في تركيا منح نظام أردوغان مزايا ومكاسب، مشيرًا إلى أن النظام الحالي في تركيا نظام سياسي ديمقراطي لا يعرف الانقلابات العسكرية؛ لأنه نظام سياسي دستوري، وأردوغان رئيس منتخب لا يجوز الانقلاب عليه. وأضاف مهران، في تصريح خاص ل"المصريون": "هناك أربعة مكاسب من فشل انقلاب بتركيا تأتي في مقدمتها أن هناك ترسيخ ثقافة مدنية سياسية عند الشعب التركي ترفض الانقلابات العسكرية وترفض الخروج عن الفكر المدني العلماني وتطبيق مبادئ الديمقراطية، ثانيًا: شعبية أردوغان زادت وزاد معها القبول بفكرة تعديلات دستورية لتغيير النظام السياسي لنظام رئاسي. وحول تكاتف القوى اليسارية الوطنية رافضة الانقلاب العسكري، أشار الخبير السياسي، إلى أن بذلك تعطي تركيا العالم درسًا ديمقراطيًا، وهذا هو المكسب الثالث، كما أن الانقلاب أظهر الفاسدين المتواجدين داخل النظام بما فيها المؤسسة العسكرية. وفى ذات السياق، يرى الدكتور طارق عبدالوهاب، خبير العلاقات الدولية، أن أردوغان الرابح الوحيد من الانقلاب، وأنه ظهر ك"داهية سياسية". وأضاف عبدالوهاب، فى تصريح خاص ل"المصريون" أن النظام الحالي سيقوم بالتخلص من "فتح الله جولن"، لأنه العدو اللدود الأكبر، لذا بادر الرئيس التركي بتوجيه أصابع الاتهام له بتدبير الانقلاب، كما سيقوم بتطهير القضاء والجيش وتعديل العقوبات المتعلقة بالإعدام. وتابع خبير العلاقات الدولية أن شعبية أردوغان تخطت كل التوقعات بنزول الجماهير والشعب إلى الشوارع والميادين لمساندته.