زار وزير الخارجية سامح شكري إسرائيل اليوم في زيارة هي الأولى من نوعها منذ تسع سنوات، جاءت بعد أيام قليلة من جولة إفريقية لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، شملت عدة دول من بينها إثيوبيا. وحمل الرئيس عبدالفتاح السيسي، وزير الخارجية بعدة ملفات، على رأسها ملف سد النهضة الإثيوبي الذي تخشى مصر من أن يؤثر على حصتها من مياه النيل، والذي تدعم إسرائيل بناءه، في محاولة لإثناء الأخيرة عن دعم إثيوبيا. وكان اللافت في زيارة نتنياهو لإثيوبيا تصريحه بأن "إسرائيل ستدعم إثيوبيا في سد النهضة والكهرباء المتولدة عنه". سياسيون مصريون، اعتبروا أن زيارة شكري تستهدف بجانب سد النهضة عدة ملفات أخرى كالمصالحة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، كذلك التطبيع بين إسرائيل وتركيا، تمهيدًا لزيارة يقوم بها نتنياهو للقاهرة، لبحث العديد من القضايا المشتركة. وقال الدكتور حمدي البنبي، وزير البترول الأسبق: "علاقات مصر بإسرائيل حاليًا جيدة"، مضيفًا أنه "بجانب قضية سد النهضة فهناك القضية الفلسطينية والتي تحدث عنها السيسي كثيرًا". وأشار إلى أن أشلاء ضحايا الطائرة المصرية المنكوبة في البحر المتوسط وصلت إسرائيل وبالتالي فإن هناك تواصل مستمر بين الجانبين". وأوضح البنبي ل "المصريون"، أن "هناك دراسات فنية خاصة بسد النهضة، والدول الثلاث تسعى لبناء الثقة فيما بينها وبالتالي من الصعب أن تكون إسرائيل قد عقدت صفقة تضر مصر"، مشيرًا إلى أن "وجود صفقة تعني أن مصر متشككة في نوايا إثيوبيا، وتكون المفاوضات "لا قيمة لها". من جانبه، قال نور عبدالمنعم، الخبير المائي، إن "مصر تستهدف مفاوضات مباشرة بينها وبين أطراف القضية في سد النهضة"، لافتًا إلى أن "وجود وسيط في المفاوضات لاداعي له وسيعقد الأزمة الحالية أكثر". وأوضح عبد المنعم ل "المصريون"، أن "طاولة مفاوضات شكري ونتنياهو يجب أن تخلو من أي حديث عن سد النهضة"، مؤكدًا أن "شكري إذا تحدث عن صفقة إسرائيلية إثيوبية ضد مصر أو ألمح بذلك، سيكون مخطئًا، خصوصًا وأن الدبلوماسية تقتضي عدم المواجهة المباشرة".
وأشار إلى أن إثيوبيا وقعت عقدًا مع إسرائيل لإدارة الكهرباء المتولدة عن السد داخل الحدود الإثيوبية فقط، لافتًا إلى أن "الشركة مسئولة عن الكهرباء في إثيوبيا ككل وليس سد النهضة فقط".