يعتبر حي الجمالية مجمع تراث القاهرة منذ بنائها، فيه الأزهر، وجامع الحاكم بأمر الله، والجامع الأقمر، وفيه أسوار القاهرة، وبواباتها، والمدارس الأيوبية والمملوكية، وخان الخليلي، والصاغة، والنحاسين. ويقال إن أساس التسمية تعود نسبة للأمير "جمال الدين محمود الأستادار"، من عهد المماليك البرجية، والذي بنى في الحي مدرسة كبيرة سنة 1409 كانت من أعظم مدارس القاهرة. يضم حي الجمالية 18 شياخة أهمها شياخة الجمالية، وبرقوق وقايتباي، والبندقدار والمنصورية، والدراسة "وبها جامع الحسين". يحد حي الجمالية التاريخي من الشرق شارع المعز لدين الله ومنطقة بين القصرين، ومن الشمال والغرب أبواب القاهرة، الفتوح والنصر، وجزء من السور الفاطمي ومن الجنوب شارع الأزهر. في العصر الفاطمي كانت هذه المنطقة تحتل مساحة كبيرة من القاهرة، وكانت فيها قصور الخلافة الفاطمية وملحقاتها، وبعد نهاية الدولة الفاطمية سنة 1171 على يد صلاح الدين الأيوبي تدهور حال القصر الفاطمي وأصبح يسكن في أجزاء منه عامة الناس. وقد قام بتأسيس خان الخليلي أحد أمراء هذه الحقبة من الزمان، وكان ذلك سنة 1382 على أنقاض ترب الخلفاء الفاطميين في مصر، والتي عرفت باسم «تربة الزعفران»، وكانت على الجزء الجنوبي من قصر الخلافة الفاطمي.