ثلاث سنوات من القطيعة وعودة على استحياء لتركيا بشأن الموقف المصرى والتعاون بين البلدين عقب ثورة 30 يونيو والتى خلفت وراءها عداءً بين البلدين إزاء موقف النظام المصرى من جماعة الخوان المسلمين التى تعد تركيا الداعم الأساسى لها، وتزامن إعلان رئيس الوزراء التركى رغبته فى إعادة وتحسين العلاقات مع مصر مع أحكام الإعدام ل10 أعضاء من الجماعة الإسلامية والحكم بالمؤبد على الرئيس السابق محمد مرسى فى قضية التخابر مع قطر ما طرح باب التساؤلات حول سر هذا التحول وما إذا كانت تركيا تخلت عن دعمها للإخوان بعد فقد الثقة فى عودة الشرعية بعد أحكام الإعدام. أكد رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم فى مؤتمر له بالعاصمة التركية أنقرة والذي أكد من خلاله ضرورة إعادة العلاقات بين تركيا وكل من مصر وسوريا وإسرائيل وروسيا بشكل جيد، مشيرًا فى كلمته إلى أنه لا يجوز أن تبقى حالة العداء بين تركيا وهذه الدول. ولم يقتصر الأمر على تصريحات رئيس الوزراء التركى إلا أن هناك لمحة تغيير ملحوظة فى تصريحات رجب طيب أردوغان والذى أعلن أن تركيا ترفض أى تدخل ضد إرادة الشعب رافضًا أن يؤثر هذا الاتجاه والفكر على العلاقات التجارية بين البلدين والاقتصادية والسياسية التى يعد تطويرها أمر مفيد للطرفين . وترصد "المصريون" أبرز تصريحات العداء التركى حيال مصر والتى تؤكد تغير اللهجة والتلون المفاجئ فى السياسة التركية: بدأت مواقف تركيا المناهضة لمصر فى يوليو 2013، حين أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان أن بلاده رافضة لعزل مرسى وأنه منتخب، مؤكدًا أنه لا يزال يعتبر مرسى رئيسًا للبلاد، واستكملت تركيا مسيرة الهجوم على مصر فى نوفمبر 2013، حيث واصل الرئيس التركى هجومه على ثورة 30 يونيو، وقال إن علامة رابعة؛ التى يرفعها أنصار المعزول أصبحت إشارة "قف" للظلم فى العالم. وفى نوفمبر من ذات العام انتقد أردوغان محاكمة الرئيس السابق محمد مرسى وأعضاء من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، واعتبرت تركيا أن محاكمتهم "مهزلة"، وكان لمساندة الرئيس التركى لحكم الرئيس السابق محمد مرسى وترحيبه بالقيادات الفارة من أعضاء الجماعة واستقبالهم فى تركيا سببًا فى أن تصبح تركيا ملجأهم الثانى وهذا ما أعلنه صراحة فى أحد مؤتمراته مؤكدًا ترحيبه بمجيء الشخصيات الإخوانية إلى تركيا. ورفع أردوغان إشارة رابعة كانت من أبرز مواقف تأييده لجماعة الإخوان المسلمين حيث استخدم هذه الإشارة في أحد المؤتمرات التى انتقد فيها الضربات الجوية الروسية فى سوريا، ووصفها بالخطأ الكبير، وأمر غير مقبول بالنسبة لأنقرة، وما زاد الوضع سوءًا فى أغسطس 2013، حيث توجهت إلى الرئيس التركى أسهم الانتقاد عقب تصريحه بأن التاريخ سيلعن شيخ الأزهر وأمثاله، كما لعن علماء مثله فى تركيا من قبل"، وذلك بسبب مساندة "الطيب" لثورة 30 يونيو. وأضاف موجهًا تطاوله إلى شيخ الأزهر: "كيف يمكنك أن تفعل هذا؟ انتهى شيخ الأزهر، فالصمت فى مواجهة الأحداث بمصر يمثل عبئا ثقيلًا".
قال حسن نافعة، الباحث السياسى وأستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة، إن حلم الخلافة الذى زعمه الرئيس رجب طيب أردوغان قد أنهار خاصة فى ظل ما تشهده تركيا حيال الأزمة السورية والتى أكدت من خلالها انهيار نظام بشار الأسد وسيطرة جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدًا أن فشل هذا التنبؤ وتهديد أمنها القومى فى ظل الأزمة الكردية التى تنبئ بتكوين دولة كردية على حدود سوريا والتفكك داخل تركيا هو ما دفعها لتكوين جبهه للتصدى لهذه الأزمات. وأشار نافعة فى تصريحات ل"المصريون"، إلى أن من أولى خطوات تركيا هذه المرحلة إعادة النظر فى علاقاتها بدعم جماعة الإخوان المسلمين والتفاتها إلى مصالحها والأزمات التي تهدد كيانها بدعم وإعادة العلاقات بين مصر وسوريا وغيرها من الدول التي جمعها فترة من العداء بسبب استخدام تركيا لحصان غير رابح.