رفضت السفارة التركية بالقاهرة التعليق علي قرار وزارة الخارجية المصرية امس بسحب السفير المصري من تركيا واستدعاء السفير التركي بالقاهرة ومطالبته بالمغادرة. وأضافت مصادر بالسفارة التركية بالقاهرة في تصريحات خاصة "للأخبار" ان وزارة الخارجية المصرية هي من تملك التعليق حاليا علي ذلك القرار وان السفارة لم تصدر أي تعليق حتي الآن، معربين عن صدمتهم وحزنهم منذ سماعهم للخبر. ومن جانبهم أعرب الدبلوماسيون المصريون عن ترحيبهم بقرار مصر بسحب السفير المصري من تركيا واستدعاء السفير التركي بالقاهرة ومطالبته بالمغادرة وقال السفير السيد شلبي المدير التنفيذي للمجلس المصري للشئون الخارجية إن تلك الخطوة المصرية جاءت بعد المواقف غير المفهومة والمسيئة من حكومة اردوغان تجاه الثورة المصرية والنظام المصري بل والإرادة الشعبية المصرية. وأكد شلبي ان التحسن الدبلوماسي بين مصر وتركيا سيتوقف بالأساس علي اعادة نظر الحكومة التركية في موقفها تجاه الشعب المصري، فالموقف السياسي التركي كان سيئا تجاه 30 يونيو، فلم يستوعب اردوغان وحكومته ان ما حدث هو ارادة الشعب المصري الذي ثار ضد جماعة الإخوان المسلمين، مؤكدا ان الحكومة التركية تعلو من قدر المصالح الحزبية عن المصالح الدولية. ورأي السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الأسبق أن ما حدث هو اقل خطوة دبلوماسية يمكن ان يتخذها الجانب المصري للرد علي حالة العداء الشديدة وغير المفهومة من الجانب التركي، مضيفا أنه بالرغم من تعاطفه مع السفير التركي في مصر لانه اراد ان يحسن صورة دولته ويستكمل العلاقات المصرية التركية ولكن هذا لم يجد نفعا بسبب تعنت حكومته واصرارها علي بث روح العداء لمصر حكومة وشعبا. وذكر بيومي حالات مشابهة حدثت في اضطراب العلاقات المصرية التركية ففي 1952 تم استدعاء سفير تركيا في مصر وطرد السفير التركي لدي مصر بسبب تطاوله علي شخص الرئيس جمال عبدالناصر وايضا في 1956 تم قطع العلاقات المصرية التركية بسبب دعم تركيا للانقلاب العسكري الذي حدث في سوريا وادي ذلك لتفكك الوحدة بين مصر وسوريا. ومن جانبه قال السفير محمد العرابي وزير الخارجية السابق ان طرد السفير التركي خطوة تأخرت كثيرا لأن الرأي العام المصري يطالب بذلك منذ الموقف التركي السلبي من 30 يونيو مؤكدا أن تلك الخطوة ستضع الأمور في نصابها الصحيح لباقي الدول التي تعادي مصر حاليا. وأشار السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية السابق إلي أنه تم استدعاء السفير التركي 3 مرات منذ عزل مرسي للاحتجاج علي المواقف التي تتخذها تركيا تجاه مصر، ولكن الحكومة التركية تجاهلت كل تلك التحذيرات وانحازت لجماعة مخربة. وأكد السفير محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية أن طرد السفير التركي بالقاهرة رد فعل طبيعي لتصريحات وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو ومواقف تركيا خلال الفترة الماضية، مؤكدا أن القاهرة حرصت علي علاقاتها بأنقرة ولكن نظام أردوغان أضر بالعلاقات بين البلدين فكان من المحتم علي الخارجية المصرية أن تتخذ هذا الاجراء. وأكد الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية أن تركيا ترفض التحول الديمقراطي في مصر، لافتا الي أن استدعاء السفير التركي من مصر وإعلانه شخصًا غير مرغوب فيه يعد بادرة جيدة خاصة بعد الرفض الكامل من جانب تركيا لما يحدث في مصر ومحاولتها عرقلة مسار التنمية. وأضاف فهمي أن مصر ليست في حاجة للحصول علي شهادة حسن سير وسلوك من أي دولة.