كشفت مصادر سودانية أن السلطات المصرية قررت ترحيل 600 لاجئ سوداني ، ممن شاركوا في الاعتصام الذي نظمه أكثر من ثلاثة آلاف لاجئ سوداني بميدان مصطفى محمود بمنطقة المهندسين ، لقي 27 منهم مصرعهم لدى تدخل قوات الأمن لفض الاعتصام . وكانت السلطات المصرية قد أعلنت انه سيتم فقط طرد اللاجئين الذين رفضت المفوضية العليا للاجئين طلبات لجوئهم والذين لا يملكون أوراق إقامة قانونية في مصر. وقال اللواء بشير احمد بشير ، الذي يرأس لجنة سودانية شكلتها الحكومة لاستقبال المرحلين ، إن عدد السودانيين المستهدفين والذين سيرحلون في رحلة تابعة لشركة طيران مصرية يبلغ حوالي 600 شخص ، لكنه أوضح أن الخرطوم لم تتلق إخطارا من القاهرة حول موعد وصول الدفعة الأولى من المرحلين . وكانت السفارة السودانية في القاهرة قد أعلنت أمس أن السلطات المصرية تنوي بدء عمليات الطرد اعتبارا من الاثنين مع ترحيل أول مجموعة مؤلفة من 13 شخصا. وأكدت السفارة مقتل 27 لاجئا خلال فض الاعتصام الذي استمر ثلاثة اشهر في ميدان مصطفى محمود بحي المهندسين أمام مقر المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. وكان المعتصمون يطالبون المفوضية العليا للاجئين بإعادة درس طلباتهم التي رفضتها والتي تطالب بترحيلهم إلى دول غربية مثل كندا والولايات المتحدة أو استراليا. وجدير بالذكر أن الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية ، قد كشف خلال مداخلة له أمس الأول أمام مجلس الشعب للرد على طلبات الإطاحة والبيانات العاجلة التي قدمها نواب معارضون ومستقلون احتجاجا على التدخل الدموي لقوات الأمن لفض اعتصام اللاجئين السودانيين ، أن أجهزة الأمن مازالت تحتجز 730 لاجئا من أصل 2174 قامت قوات الأمن بنقلهم من مقر الاعتصام بميدان مصطفى محمود بمنطقة المهندسين إلى معسكرات تابعة لقوات الأمن المركزي ، مشيرا إلى أن عدد المتوفين من اللاجئين بلغ 26 والمصابين 73 شخصا . وأوضح شهاب أن السلطات أفرجت عن حاملي بطاقات اللاجئين ومن لديهم إقامة شرعية في مصر ، وانه يجري حاليا التنسيق مع الحكومة السودانية لترحيل من ليست له إقامة شرعية. وقال شهاب إن لجنة مكونة من وزارة الخارجية ووزارة الداخلية ووزارة التعاون الدولي والمخابرات العامة والمخابرات الحربية اتخذت قرار إنهاء الاعتصام ، لافتا إلى أن اللجنة الوزارية قررت أنه لا بد من فض الاعتصام بسبب حالات السكر بين المعتصمين واعتدائهم على المواطنين وتلويث المنطقة ووجود خطورة من (احتمال) تفشي الأمراض والأوبئة. وأكد الوزير أن المعتصمين رفضوا عرض نائب رئيس الجمهورية السوداني بتيسير عودتهم إلى السودان ، وأن السلطات المصرية استنفذت كافة الوسائل الدبلوماسية والسياسية وبالتعاون والتنسيق بين وزارتي الخارجية والداخلية وبالتعاون مع مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين في القاهرة بالإضافة إلى ساسة سودانيين على مستوى رفيع ومنهم الصادق المهدي رئيس حزب الأمة وأيضا القائم بالأعمال بالسفارة السودانية. وأكد شهاب أن عملية الاعتصام التي بدأت منذ 29 سبتمبر وحتى الجمعة الماضي جاءت بعد أن شكل الاعتصام خطورة صحية وبيئية نتيجة انتشار الأوبئة وتردي الحالة الصحية وظهور بعض حالات مرض الإيدز وهو ما أكده مدير الطب الوقائي في محافظة الجيزة محذرا من تصاعد في محافظة الجيزة محذرا من تصاعد التهديدات بانتشار الأوبئة وحدوث حالات وفاة وإصابة.