على الرغم من اشتعال أزمة الصحفيين مع وزارة الداخلية, ومطالبة النقابة بعزل الوزير مع اعتذار الرئيس عبد الفتاح السيسى, وتطور الأمر إلى إحالة النقيب يحيى قلاش وزميليه خالد البلشى وجمال عبد الرحيم إلى محاكمة عاجلة بتهمة إيواء مطلوبين إلا أن الرئيس تعامل مع الأزمة بتجاهل غريب واهتم بقضايا أخرى، دون أن يتدخل لحل المشكلة. وفى هذا السياق, يقول حماد عبد الله, الخبير السياسي, إن الرئيس عبد الفتاح السيسي, تجاهل أزمة الصحفيين لأنه لا يريد أن يضفى عليها أهمية بالنسبة له وإعطاء انطباع إنها غير مؤثرة عليه. وأكد "عبد الله", فى تصريحات خاصة ل"المصريون", أسباب تجاهل السيسى الأزمة وهى الرغبة فى إظهار إن الأزمة ليست مهمة ولن تؤثر فيه, مستدلًا بقول الرئيس عبد الفتاح السيسي, فى خطابة بالفرافرة الذى استمر يقول فيه لمدة 38 دقيقة "مبخافش" ما يقرب من تسع مرات. فيما يقول الدكتور أحمد دراج, أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة فى تصريحات صحفية له حول الأزمة, إن تجاهل أزمة الصحفيين هى طريقة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى معالجة مختلف الأزمات, فهو تعامل بنفس الأسلوب مع أزمة الأطباء. ويرى دراج, أن أزمة الصحفيين تتجاوز فكرة دفاع الصحفيين عن حريتهم إلى صراع بين الصحافة باعتبارها سلطة رابعة وبين السلطة التنفيذية ممثلة في وزارة الداخلية والرئاسة وهى تريد السيطرة على السلطة بمفردها.
ومن جانبه قال حسنى السيد, المحلل السياسي, إن عدم تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسى فى حل أزمة نقابة الصحفيين مع وزارة الداخلية, هو عدم رغبته فى التعدى على السلطة القضائية, مشيرًا إنه إذا تدخل لحل الأزمة سيكون تعدى على القضاء. وأكد "السيد" فى تصريحات خاصة ل"المصريون", أن الأزمة من وجهة نظر وزارة الداخلية أمر طبيعى وليس اقتحاما لأن الضباط دخلوا النقابة لتنفيذ أمر قضائى بالاعتقال, أما نقابة الصحفيين المتمثلة فى يحيى قلاش نقيب الصحفيين فيرى أن النقابة مكان عام يستضيف الجميع. وتابع السيد: والأزمة من وجهة نظر البرلمان مختلفة نوعًا ما لأن هناك عددا من الصحفيين داخل البرلمان منهم من يؤيد قلاش ومجلس النقابة ومنهم من يعارضه ويرى أن المجلس باطل ويجب حله, مؤكدًا عدم تدخل البرلمان فى حل الأزمة حتى لا يكون هناك تعد على السلطة القضائية المتمثلة فى القضاء ولا السلطة التنفيذية المتمثلة فى الداخلية ولا السلطة التشريعية. ويرى السيد, أن عدم تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسى فى حل الأزمة هو الحل الأمثل, لأن تدخله يعتبر تعديا على القضاء والقضاء هو الفيصل الوحيد فى تلك الأشكالية. وفيما يخص مطالب الصحفيين المتمثلة, فى إقالة وزير الداخلية واعتذار الرئيس, قال: مطالب مستحيلة ويصعب تنفذها ويجب التراجع عنها.