شهدت امتحانات نهاية العام الدراسي لطلاب جامعة القاهرة عددًا من الشكاوى بسبب عقد الامتحانات بالخيام بملاعب المدينة الجامعية بدلاً من مدرجات الكليات وسادت حالة من الغضب والاستياء للطلاب نتيجة لارتفاع درجة الحرارة وعدم وجود تهوية كافية وتهالك المقاعد. بدوره أكد رئيس جامعة القاهرة، الدكتور جابر نصار أنه "لم يكن أمامهم خيار مقبول إلا الخيام خاصة أن الامتحانات داخل الكلية لن تتم لاعتبارات أمنية وضيق المكان.. لذلك تم إقامتها فى الملاعب"، ونحن ندرك أن الأمر صعب لعدم التعود وظروف الجو.. ولم يكن لدينا خيار". وتابع "نصار" عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى على "فيس بوك"، خيمة الحقوق بين الضرورة والواقع وغضب بعض الطلاب، واقتضت الضرورة امتحان طلاب الحقوق هذا العام فى خيام تقام فى ملاعب الجامعة، وهو أمر وإن كان ليس غريبًا على امتحانات الحقوق، فمنذ سنوات كانت امتحانات الحقوق تجرى فى خيام، وقد امتحنت، أنا شخصيا السنوات الأربع فى خيام كانت تنصب فى الكلية، طيب أعزائي: لماذا الخيام؟. قبل أن نجيب عن هذا السؤال لا بد أن نحدد ما هى الخيارات التى كانت متاحة لامتحان الطلاب نظرًا لقدوم شهر رمضان المعظم أعاده الله على الجميع بالخير والبركة". وأوضح رئيس جامعة القاهرة أن الخيار الأول هو تقديم الامتحانات عن موعدها المقرر، الأمر الذى يضر بالعملية التعليمية وسمعة الجامعة وهى الجامعة المصرية الوحيدة المصنفة دوليًا، ويؤدى إلى اقتطاع جزء من الفصل الدراسى وهو أمر غير مقبول، وماذا سنفعل فى العام القادم، نظرًا لأن رمضان ويقترب أكثر؟، وهو حل يؤصل لثقافة الكسل فى رمضان لا يمكن أن تروج لها الجامعة. وأشار نصار، إلى أن الخيار الثانى هو تأجيل الامتحان لما بعد رمضان، وهو خيار مستحيل لأنه يضر بمصلحة الطلاب ويؤخر تجنيدهم وتخرجهم، مضيفًا أن الخيار الثالث، امتحان الطلاب فى نفس توقيتها السابق فى القاعات من 3 إلى 6 أو امتحانهم ليلاً وهو أمر غير ممكن، لمخاطره الشديدة، وعدم تناسبه مع شهر رمضان، موضحًا أن الخيار الرابع تخفيض زمن الامتحان إلى ساعتين بدلا من ثلاث ساعات، وهذا كان خيارًا مطروحًا ولكنه كان سيفاجئ الطلاب بتغيير لم يتعودوا عليه، وكذلك كان يخشى ألا يراعى الأساتذة ذلك فى وضع الأسئلة، وهو حل مطروح وينبغى تدريب الجميع عليه من العام القادم. وأردف نصار: "بناء على ما سبق لم يكن أمامنا خيار مقبول إلا الخيام، ولم يكن ممكننا أن تنصب فى الكلية لاعتبارات أمنية وضيق المكان، وتمت إقامتها فى الملاعب، مستدركا: "نحن ندرك أن الأمر صعب لعدم التعود وظروف الجو، ولكن لم يكن لدينا خيار، ونعد جميع الطلاب فى جميع السنوات بمراعاة ذلك فى التصحيح ونسب النجاح، وان شاء الله ستكون نتائج هذا الفصل أعلى من سابقه، أتمنى لكم التوفيق ولتعلموا أنكم بأعيننا، وأنتم أبناؤنا". كان عدد من الطلاب اشتكى عبر صفحاتهم على "فيس بوك" من أداء الامتحانات فى الخيام قائلين "إحنا مش الفرقة الرابعة بس إحنا أربع فرق (أولى، ثانية، ثالثة، رابعة) كلنا واقع علينا الضرر كلنا هنمتحن فى مكان غير آدمى كلنا لازم نرفض ده ونشير ونوصل لكل الناس، الفكرة أن مينفعش أى طالب حقوق أو غيره يمتحن فى مكان ده، فى حلول كتير للجامعة تحل بيها المشكلة لكن أية مشكلتنا إحنا نمتحن فى مكان لا يليق بجامعة ولا آدمى أصلا". وعبر الطلاب عن غضبهم الكبير على الحساب الشخصى للدكتور عبد المنعم زمزم وكيل كلية الحقوق لشئون التعليم والطلاب وقال أحد الطلاب "أنا آسف يا دكتور ومع احترامى لحضرتك أسوأ قرار اتخذته السنة دى بخصوص الامتحانات هو الخيام اللى اتعملت أنا مش هقول حضرتك الجو صعب أو الامتحان صعب أو الميعاد التغير رغم أننا بقالنا 4 سنين نمتحن الساعة 3 بس هقول لحضرتك المكان ده لا يوجد به تركيز الذى يحتاجه الطلاب ده غير قلة الأدب اللى بتحصل وكلام الناس فى الميكروفون اللى بنسمعه ودوشة الشارع ودوشة اللجان اللى جنبنا. من جانبه قال الدكتور محمد عثمان الخشت، نائب رئيس جامعة القاهرة لشئون التعليم والطلاب، أن الجامعة توفر كل الاحتياجات والسبل لراحة الطلاب خلال الامتحانات فى شهر رمضان. وأوضح فى تصريحات صحفية أنه تم تزويد 70 مروحة داخل خيم الامتحانات ليصبح الإجمالى 700 مروحة، وأضاف أن جامعة القاهرة ستوفر لذوى لاحتياجات الخاصة 3 سيارات جولف تبرعت بها إحدى الشركات لتوصيلهم إلى الأماكن التى يرغبون فى التوجه إليها داخل الجامعة أو مقار دراستهم أو عملهم بالحرم الجامعي. وأشار إلى أن هناك سيارة جولف تم توفيرها بالمدينة الجامعية للطلبة لتوصيل الطلاب من ذوى الاحتياجات الخاصة لمقار امتحاناتهم المقامة بملاعب الجامعة. فى سياق متصل قال الدكتور عبد المنعم زمزم، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب،:"للطلاب المتذمرين من الخيام نحن معكم فى نفس المكان وفى نفس الزمان، والجو قاسى علينا وعليكم، بل على العكس نحن نقف طوال الوقت وبنلف على اللجان". وأضاف زمزم عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" يومنا يبدأ من 5 صباحا بطبع الامتحان وينتهى 2 ظهرا للانتهاء من أعمال الكنترول"، مشيرًا إلى أن هذا الأمر ظرف استثنائى هذا العام بسبب رمضان، وأنه وللأسف الخيام هى الحل الوحيد، على أن نطلب العام القادم الرجوع للقاعات ليتحمل عبء الخيام الكليات التى تمتحن فى القاعات الآن، مطالبًا الطلاب أرجو بتقدير طبيعة الظرف.