"كيف أضعنا الفرصة في الحرب"، كان هذا العنوان الذي استهلت به صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية تقريرها عن الذكرى ال49 لحرب 1967، لافتة إلى أن التخطيط لها تم قبلها سنوات وبالتحديد منذ العدوان الثلاثي على مصر عام 1956. وذكرت أن "حرب الأيام الستة كانت فرصة للحسم من أجل تحقيق السلام؛ إلا أن بعض مراكز القوى داخل حكومة إسرائيل سمحت بتضييع هذه الفرصة من أيادينا، وجزء كبير من الإسرائيليين الذين يعتبرون أنفسهم راغبين في السلام ومحسوبين على اليسار شاركوا في إضاعة هذه الفرصة". وقالت: "حرب 1967 يمر عليها الآن 49عامًا، هذه الحرب بالنسبة لكثيرين كانت مفترقا تاريخا بالنسبة لإسرائيل وتحولها من دولة اشتر اكية ديمقراطية تطمح في الهدوء والتعاون مع جيرانها إلى دولة قومية دينية يحكمها الرأسماليون والليبراليون الجدد، ويعيبها الكثير من الفروق الاجتماعية والفقر وارتفاع معدلات البطالة". ولفتت إلى أن "جذور حرب 1967 تم زرعها قبلها بسنوات طويلة؛ فقد تحدث موشي ديان وزير الدفاع الإسرائيلي لاحقا في أبريل 1956 وقال إن تل أبيب بدون خوذة الجندي الفولاذية وبدون المدفع لن نتمكن من زرع شجرة أو بناء منزل، ولن يكون هناك حياة لليهود إذا لم نحفر ملاجئ عسكرية وأسلاك شائكة". وأضافت أنه مؤخرا صرح بنيامين نتنياهو -رئيس وزراء إسرائيل- بتصريحات من هذا النوع حينما قال: "سنظل كإسرائيليين للأبد نعيش على أسنة رماحنا وحرابنا". وقالت إن "منذ ظهور إسرائيل وهناك حرب بين معسكرين صهيونيين؛ حول السؤال: هل تكون تل أبيب دولة ديمقراطية تستثمر مواردها في التحديث والتطوير والتصنيع في ظل سلام وهدوء وتعاون مع جيرانها أم تكون دولة حصار على طريقة نتنياهو وديان، دولة كل مواردها مخصصة للمعارك والأمن تحت مظلة الحراب والسلاح النووي". وأضافت "حرب 67 والتي كانت 1973 استمرار لها، كانت فرصة ذهبية من أجل السلام مع العرب، لكن مراكز قوة داخل حكومة اليسار التي حكمت تل أبيب خلال هذه الحرب سمحت وبشكل مقصود ومتعمد لإضاعة هذه الفرصة، ولسوء الحظ، جزء كبير من الشعب الإسرائيلي الذي يعتبر نفسه يساريًا ومؤيدًا للسلام كان مشاركًا في إضاعة هذه الفرصة لعدم فهمه لطبيعة الحرب والتعامل بشكل سلبي معها". وتابعت: "على سبيل المثال، تقدم الوزير الإسرائيلي يجآل ألون فور نهاية الحرب عام 67، لرئيس الحكومة وقتها ليفي أشكول بمقترح خطة لاستخدام المناطق التي تم احتلالها من أجل تحقيق السلام مع العرب، فما كان من الكثيرين داخل الحكومة إلا رفض الأمر، وعدم رؤية المقترح كفرصة للسلام وبالمناسبة هذا المقترح الذي تم رفضه، هو نفسه القرار 242 الذي أصدرته الأممالمتحدة بعد ذلك ويدور حول الأرض مقابل السلام، وهو القرار الذي يعتبر أساسًا لكل الحلول المقترحة خلال السنوات الماضية للسلام مع إسرائيل". وأوضحت: "لكي نفهم ما هي الفرصة التي أضاعتها إسرائيلي ولم تستغلها فيما يتعلق بحرب 1967 علينا أن ننظر إلى خلفية الحرب، فقد كان هناك الرئيس المصري جمال عبد الناصر الذي صعد للسلطة بعد ثورة الضباط الأحرار عام 1952، وكان كل طموحه وفقًا لرؤية الإسرائيليين هو إبادة إسرائيل، وهو ما اتضح أنها مخالف للواقع؛ ففي سنوات حكمه الأولى وعندما كان موشى شاريت رئيسًا للحكومة، بحث عبد الناصر عن أي تعاون وعلاقات مع إسرائيل والتقي بممثلين للأخيرة في أطار جهوده للتحديث والتصنيع، لكن ما حدث هو أن ديفيد بن جوريون عاد ليتولى رئاسة الحكومة وانقطعت الاتصالات بين القاهرة وتل أبيب". ولفتت إلى أن "العنوان الرئيسي لسياسة التصنيع الناصرية كانت إقامة السد العالمي، ومن أجل تمويله أمم الرئيس المصري قناة السويس بعد رفض الغرب منحه هذا التمويل، ما جعل القاهرة ترتمي في أحضان الكتلة السوفيتية، في الوقت الذي حاولت فيه بريطانيا وفرنسا إعادة قناة السويس لسلطتهما وشنتا حربا على مصر وجدت فيها بن جوريون أنه من الصواب الانضمام إليها". وكشفت الصحيفة الإسرائيلية إن "شيمون بيريز وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق اقترح على الحكومة الإسرائيلية القيام بتجربة نووية في صحراء النقب الحدودية مع مصر"، معتبرًا أن هذا سيردع مصر ويجبرها عن أي نية لشن الحرب على إسرائيل، لكن هذه الخطوة كانت ستمس بشكل خطير بعلاقات تل أبيب مع واشنطن التي كانت تقود جهودًا لسنوات من أجل منع انجراف منطقة الشرق الأوسط للعهد النووي".