بعنوان «وداعا أنيس منصور»، فى تقرير أمس لصحيفة «إسرائيل اليوم»، قالت دكتورة سيجال جورجى الأستاذة بقسم دراسات الشرق الأوسط بجامعة بن جوريون الإسرائيلية والتى حصلت على شهادة الدكتوراه عن أنيس منصور، إن الكاتب المصرى الراحل استغل زيارته إلى إسرائيل للتعرف أكثر على سمات شخصية اليهود، وقام بكتابة انطباعاته فى الصحف وفى المقابلات الإعلامية ومذكراته.. جورجى أضافت أن منصور كان مؤسسا ورئيس تحرير مجلة «أكتوبر»، وشغل منصب مستشار الرئيس السادات، كما كان مقربا من مبارك، وهى الحقيقة التى تشير إلى أنه كان له نصيب لا يستهان به فى عملية السلام مع تل أبيب، لهذا فإنه من الشخصيات المهمة للمواطن الإسرائيلى، مضيفة أنه اشتهر فى تل أبيب بعد حرب 67 عندما رفع شعار «اعرف عدوك»، وشن حملة إعلامية صارخة ضد إسرائيل واليهود عبر نشر كتب تعتمد على الأدب غير الموضوعى، ويعتمد بالأساس على معاداة السامية. الأكاديمية الإسرائيلية قالت إن منصور سخر من تل أبيب وغضبها عليه، بسبب حملته الإعلانية بقوله إنه إذا كان الإسرائيليون غاضبين منه عليهم أن لا يصوتوا له فى انتخاباتهم، مشيرة إلى أنه بمضى السنوات أصبحت آراء منصور أكثر اعتدالا، وتحول هو إلى أحد رموز السلام بين القاهرة وتل أبيب، وهو الأمر الذى جعله هجفا لتهديدات العناصر الأصولية، التى تجسدت فى إطلاق النيران على منزله، لكن منصور لم يتراجع عن دعمه للسلام وعن رأيه بأن تكون مصر دولة علمانية تفصل بين الدين والسياسة. جورجى، قالت إن المثير فى الأمر أن منصور الذى كان معروفا بعدائه لليهود، تحول إلى أحد رموز السلام مع تل أبيب، عندما كان كاتم سر السادات، كما أصبح لديه العديد من الأصدقاء الإسرائيليين، ووفقا لأقواله، فإنه من المطلوب والمفضل إقامة علاقات ودية بين الدول فى الوقت الذى أثبتت فيه تكنولوجيا إسرائيل الغربية المتطورة إسهاماتها للقاهرة، كذلك دعا منصور الفلسطينيين إلى استغلال الفرص التى دائما ما أضاعوها، والتوجه إلى المفاوضات مع تل أبيب. جورجى اختتمت تقريرها بالقول إن منصور شكل من خلال مقالاته الرأى العام المصرى عبر نشر كتابات تتعلق بالعلاقات مع إسرائيل، مضيفة أنه على الرغم من كتبه الساخرة والمنتقدة لتل أبيب، قام منصور بالإشادة بما حققه السلام للقاهرة، وكان يفخر بعلاقات الصداقة بينه وإسرائيليين، مؤكدة أنه فى ضوء الأحداث بما يحدث فى مصر، يبدو أن وفاة داعمى السلام -منصور ومحمد بسيونى- السفير الأسبق بتل أبيب، هى خطوة جديدة فى جمود العلاقات بين القاهرة وتل أبيب.