رابين: كنا نظن المعركة مع المصريين ستكون أصعب..ورئيس الأركان لم يرغب في الوصول للقناة بل الابتعاد عنها 30كم الوحدة 640 استخدمت المنشورات ومكبرات الصوت والجيش الإسرائيلي اعتمد على أن جنود مصر مزارعون بسطاء
أفرج الجيش الإسرائيلي اليوم عن عدد من الوثائق الأرشيفية الخاصة بحرب 1967، بمناسبة مرور الذكرى ال 49 لاندلاعها، متضمنة شهادات للواءات الجيش الإسرائيلي الذين شاركوا في المعارك، أدلوا بها خلال تحقيق عسكري أجري معهم يتعلق بأحداث ووقائع المعارك. وقال رئيس الأركان وقتها إسحاق رابين، إن "تجميع القوات المصرية في 17مايو 1967 دفع المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية إلى الاستنتاج أن هناك وضعًا جديدًا يتشكل في الشرق الأوسط"، وفق ما نقلت صحيفة "هاآرتس" العبرية. وأضاف: "في الأيام التي أعقبت ذلك كانت هناك مخاوف لدى إسرائيل بأن الجيش المصري سيتخذ خطوة من اثنين؛ إما استهداف مفاعل ديمونة أو إغلاق مضيق تيران". وتابع رابين: "نظريًا كان هناك سيناريوهان، الأول هو أن توجه لنا كل الجيوش العربية ضربة قوية، تدمرنا اقتصاديًا، ما كان يستلزم مننا المبادئة بالهجوم، أما السيناريو الثاني فهو أنه حتى إذا لا يوجد تخطيط لشن الحرب، فإن ما يحدث يجربنا على اتخاذ إجراءات هجومية، لم أكن أعتقد أن الأمر سينتهي بسلام ونعود إلى منازلنا". وتابع رابين قائلاً: "الجيش الإسرائيلي خلص إلى أن الحرب قادمة، لكن لو كان سألني شخص ما في بداية شهر مايو 1967 هل ستنشب حرب في 5 يونيو 1967 لكنت شككت في أقوال مثل تلك، كما أنني كنت أعتقد أن معركتنا مع الجيش المصري ستكون أكثر صعوبة؛ بمعنى أن الثمن والوقت الذي سنحقق به الأمر سيكون أطول مما حدث بالفعل". شهادة أخرى، أفرج عنها الجيش الإسرائيلي اللواء عوزي نركيس، قائد المنطقة المركزية العسكرية خلال تلك الحرب. ووفقًا لشهادته "فقد استعد الجيش الإسرائيلي لاحتلال الضفة الغربية في 3أيام، وقد أبلغت ضباط احتياط من اللواء4 قبل الحرب قائلاً لهم: "لا أعرف إذا كان شيئًا سيحدث لكن إذا حدث أمر ما لن تمر 72ساعة إلا ونحن نتخلص من كل العرب ونطردهم من الضفة". "وفي 5يونيو تلقى اللواء نركيس الأوامر ببدء القتال، وقرر الأخير الاتصال رئيس بلدية القدس وقتها طدي كولك قائلاً له: "إنها الحرب وسوف تكون يا طدي رئيس بلدية القدس الموحدة، نحقق إنجازات رائعة، وسلاح المدرعات دخل للضفة الغربية". وأشار إلى أنه "تحدث أيضا مع شلومو جورين، أحد أكبر الحاخامات الإسرائيليين وقتها وقال له "استعد لإقامة الصلاة احتفالاً بالقدس"، فرد عليه الأخير "أنت ستدخل التاريخ بالسيطرة على القدس، الجنوب ليس مهما، الأهم هو البلدة القديمة". من جانبه، أورد موقع "واللاه" الإسرائيلي، جزءًا من الوثائق؛ ونقل عن شهادة رابين: "كنا نخشى من نوايا الرئيس جمال عبدالناصر، وأن تؤدي الحرب إلى القضاء على دولة إسرائيل، خاصة أن الأخير كان يكرر في تصريحاته أن القاهرة قضت على عدوان 56، وستقضي على عدوان 48، وأي شخص يمكن أن يستنتج من هذا نية مصر لتدمير إسرائيل". وأورد الموقع شهادة اللواء موطي هود -قائد سلاح الجو الإسرائيلي خلال الحرب- التي كشف فيها أن"رئيس الأركان رابين كان لديه خطة ليس فقط لاحتلال سيناء والاستيلاء عليها من أيدي المصريين، بل والقضاء على الجيش المصري نفسه، رغم انه كان في البداية غير مهتم بهذا الأمر ولم يكن يتحدث عن الوصول لقناة السويس؛ بل على العكس كان كل ما يريده هو تجنب الوصول للقناة، أراد فقط أن يكون على بعد 30 كيلو متر منها". بدورها، قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن الوثائق المفرج عنها تكشف الحرب النفسية التي استخدمها الجيش الإسرائيلي عبر الوحدة 640 كي يتم احتلال سيناء والضفة الغربية بشكل سريع؛ موضحة أن الحرب النفسية تركزت في مسار ين؛ الأول هو إلقاء مطبوعات ومنشورات على العدو والثاني هو استخدام الميكروفونات معه؛ فقد استخدم أكثر من 100 ألف منشور خلال فترة الحرب وعلى الجبهات المختلفة. وأضافت: "لقد عرف الجيش الإسرائيلي أن قطاعا كبير من جنود الجيشين المصري والأردن هم من المزارعين البسطاء الذين يتغذون على الشائعات والحكايات الخرافية عن قوة العدو الصهيوني، ولم يكونوا يعرفوا شيئا عن الأخير، لهذا تم استخدام أسلوب الترهيب بشكل ملحوظ"،. وقالت "رغم أن القوة العددية للجيوش العربية كان أكبر من إسرائيل إلا أن تل أبيب كانت تؤكد في المنشورات التي تلقيها على الجنود العرب أن مقاتليها أكثر عددا وأقوى". ونشرت "معاريف" أحد هذه المنشورات -التي أفرج عنها الجيش الإسرائيلي – وجاء فيها " أيها الجندي، جيش الدفاع الإسرائيلي ينقض عليك بكل قواته، فوز إسرائيل أمر مؤكد ، نحن كثيرون وأقوى منك، إذا وقفت ضدنا سنبيدك، الق سلاحك كي تتمكن من العودة لمنزلك ولحضن عائلتك سالمًا، ولن يحدث لك مكروه، هل تريد الحياة أم الموت، القرار بيدك". من جانبها، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" شهادة اللواء يشعياهو جابيش -قائد المنطقة الجنوبية- الذي قال "تلقينا معلومات بأن الجيش المصري بدأ الدخول إلى سيناء، ودار نقاش في هيئة الأركان العسكرية حول ما إذا كان هذا الدخول هدفه منع إسرائيل من حرية العمل في الشمال مع سوريا، وكان القرار هو الاستعداد بالحد الأدنى في منطقة الجنوب إلا أن ما يحدث في سيناء لم يعتبر في وقتها تهديدًا على دولة إسرائيل". وأضاف: "تغيرت الأمور في الثلث الأخير من شهر مايو 1967، عندما أعلن عبد الناصر إغلاق مضيق تيران في وجه الملاحة الإسرائيلية، عندئذ قمنا بهجوم على سيناء".