ذكرت صحيفة "هاآرتس" أنه بمناسبة مرور 48 عاما على حرب الأيام الستة (1967)، كشف أرشيف الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس عن محاضر جلسات الأركان العامة للجيش الإسرائيلي في الأيام التي سبقت الحرب حيث انشغل القادة العسكريون بمسألة توقيت شن الحرب، كما تم الكشف أيضاً عن محاضر مناقشات دارت بينهم خلال الحرب. وتابعت الصحيفة: "تم الكشف لأول مرة عن يوميات الحرب في موقع القيادة العليا للجيش الإسرائيلي والتي توثق القرارات التي تم اتخاذها خلال الحرب التي احتل فيها الجيش الإسرائيلي هضبة الجولان والضفة الغربيةوسيناء". ومن بين أمور أخرى، تسجل هذه الوثائق أفكار وزير الدفاع آنذاك وزير موشيه دايان، بشأن مصير الضفة الغربية التي تم احتلالها حديثاً في ذلك الوقت، ومن بين المقترحات إقامة حكومة فلسطينية في جزء من أراضيها. وقال رئيس هيئة الأركان إسحاق رابين في جلسة عقدت بحضور وزراء من الحكومة قبل أيام من شن الحرب "أنا واثق قبل أي شئ من أن معظم الضباط لا يوجد بينهم أناس يرغبون في الحرب في حد ذاتها. واعتقد أننا قد نواجه وضعاً عسكرياً نفقد فيه الكثير من المزايا، وقد نصل إلى وضع - لا أريد أن أصفه بأشد العبارات - لكنه سيكون تهديداً خطيراً لوجود إسرائيل. والحرب ستكون صعبة، وقاسية ومثير الخسائر". وفي نفس الاجتماع مع الوزراء، أبدى رابين اعتقاده بأنه بما أن الجيش المصري مستعد لتحرير سيناء، فكل يوم يمر دون هجوم سيؤدي إلى تعزيزه في المنطقة. وقال :"في حال اضطررنا لضربه سيكون الأمر خطيراً" وأوضح أنه يعتقد أن السوريين لن يجلسوا في هدوء، وأنا على الأقل أشعر بشدة أنه يتم تضييق دائرة الخناق عسكريا وسياسياً حولنا، ولا أعتقد أن أحدا سوف يفتحها". وأضاف رابين "ليس من حقنا الانتظار حتى ينشأ وضع يزداد صعوبة أكثر من هذا، ولا أريد أن أقول صراحة ما سيحدث في حال لم نعمل على الفور." وحسب رابين فإن الهدف الرئيسي كان توجيه "ضربة قاصمة لناصر"، والتي كان من المتوقع حسب رأيه أن تؤدي إلى تغيير الشرق الأوسط بأكمله، مضيفا :"أعتقد أننا اليوم ندخل في هذا الوضع والذي أرى أنه لا مفر منه، والوقت يعمل ضدنا، وخلال أسبوع أو اثنين، أو ثلاثة إلى أربعة أسابيع سيكون أسوأ من ذلك". وقد وافق قائد سلاح الجو في ذلك الوقت اللواء موردخاي هود على رأي رابين، وقال إن سلاح الجو مستعد للعمل فوراً، وأنه ليست هناك حاجة إلى الانتظار ولو لمدة 24 ساعة للعمل. كما أعرب الجنرال أريئيل شارون أيضا عن دعم لهذه الخطوة، وقال "قوات الجيش الإسرائيلي مستعدة بشكل لم تكن عليه من قبل لتدمير وصد هجوم مصري". وزعم أن التردد والمماطلة سيؤديان إلى "فقدان عامل الرادع الرئيسي الذي كان لدينا، وهو خوف الدول العربية ما".