■ خيب المنتخب الإسبانى توقعات عشاقه ومحبيه ليس فى إسبانيا فقط، وإنما فى جميع أنحاء العالم الذين رشحوا بطل أوروبا للفوز بالكأس وإمتاع الجماهير بعروض قوية، إلا أنه سقط فى الموقعة الأولى أمام منتخب سويسرا الذى حقق الفوز الأول على نظيره الإسبانى بعد 13 مباراة جمعتهما، فاز فيها الماتادور 10 مرات وتعادلا 3 مرات، وأعتقد أن الفوز هو الأغلى لسويسرا التى احتفلت جماهيرها به حتى الصباح، رغم أن أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع هذه النتيجة، وكان طموح الألمانى أوتمار هيتسفيلد الخروج بنقطة على الأقل، وقبل الحديث عن التحليل الفنى للمباراة وبعد نهاية الجولة الأولى فإن جميع المنتخبات الكبرى باستثناء ألمانيا لم تقدم العروض المنتظرة منها، وجاءت المستويات باهتة، ولا تليق بأكبر عرس رياضى كروى، وأتمنى أن تتغير الصورة للأفضل فى الجولات المقبلة حتى لا يعزف الجمهور عن متابعة المونديال. ■ مباراة إسبانيا وسويسرا من وجهة نظرى الفنية من غرائب كرة القدم، وأظهرت الوجه القبيح لكرة القدم، خصوصاً أنها خالفت التوقعات والإحصائيات التى كانت تصب فى صالح الماتادور، وأقصد بالوجه القبيح اعتماد المدرب الألمانى «أوتمار هيتسفيلد» على طريقة دفاعية بحتة عفى عليها الزمن، فقتل متعة الجماهير فى الاستمتاع بمباراة كرة قدم مفتوحة، حيث لعب بطريقة 1/8/1 الدفاعية العقيمة، والعذر الوحيد الذى ألتمسه للمدرب الألمانى هو رغبته فى تحقيق نتيجة إيجابية أمام بطل أوروبا والمرشح الأول للقب، حيث اعتمد على الدفاع الضاغط واستغل كرة طائشة نتيجة الاندفاع الهجومى للإسبان، سجل منها جيلسون فيرنانديز هدف الفوز. وكاد أن يفعلها السويسريون مرة أخرى بالتسجيل إلا أن القائم تعاطف مع الحارس كاسياس عندما اصطدمت كرة دير ديوك بالقائم، وخلافاً لذلك سارت المباراة فى اتجاه واحد.. «هجوم ضاغط من الإسبان ودفاع مستميت من السويسريين». ■ وبالعودة إلى تصريحات كاسياس قبل اللقاء بيوم نجد تفسيراً لعدم ظهور المنتخب الإسبانى بكامل قوته، فقد تحدث حارس المرمى عن مخاوفه من الثقة الزائدة والترشيحات الكبيرة لمنتخب بلاده، وحذر من أن تنعكس الضغوط العصبية بالسلب على الأداء فى الملعب. كما أعرب عن أمله فى الابتعاد عن مواجهة البرازيل فى دور ال16، ويبدو أن آمال كاسياس قد خابت، فالفريق خسر أمام سويسرا رغم استحواذه على الكرة وفرض سيطرته على مجريات الأمور، وأهدر العديد من الفرص السهلة لابتعاد نجوم الفريق عن مستواهم «دايفيد فيا وديفيد سيلفا وسيرجيو بوسكيت» وغياب الانسجام فى خط الوسط خاصة بين الثنائى إنييستا وتشابى ألونسو وهو الأمر الذى أفقد المنتخب الإسبانى أهم مميزاته، وهو السرعة والتحرك دون كرة، وحل بدلاً منهما البطء الشديد فى التحضير نتيجة الدفاع الحديدى للخصم، كما فشل المنتخب الإسبانى فى تنويع طريقة لعبه بالاعتماد على سرعة الانطلاق من الأجناب واستغلال المهارات الفردية للاعبيه للاختراق من العمق لخلخلة الدفاعات، فضلاً عن عدم اللجوء للتسديد من خارج المنطقة كأحد الحلول للتسجيل. ■ ديل بوسكى، المدير الفنى لإسبانيا، تأخر كثيراً فى إجراء تغييراته، ودفع بفرناندو توريس وخيسوس نافاس بعد أن منى مرماه بهدف، وأعتقد أن توريس سيظهر بمستوى أفضل فى المباريات المقبلة، إذا ما استعاد لياقته الفنية والبدنية، وأقول لكل عشاق الماتادور الإسبانى إن سقوطه فى المباراة الأولى يعتبر «غفوة محارب»، وأنه قادر على إحراز النقاط الست المتبقية والتأهل لدور ال16، وأؤكد أن حظوظه لاتزال الأقوى للمنافسة على اللقب خاصة فى ظل تقارب المستويات بين جميع المنتخبات المشاركة. ■ لن أتحدث عن ذكاء المدير الفنى لسويسرا وحسن قراءته للمباراة وفرض أسلوب لعبه فى اللقاء، لأنه عاد بكرة القدم للوراء بالاعتماد على طريقة دفاعية بحتة، وأعتقد أن المنتخب السويسرى يمكن أن يقدم عروضاً أفضل، بعد أن تزايدت حظوظه فى التأهل لدور ال16 بعد فوزه، وسينافس تشيلى على حجز بطاقة التأهل الثانية مع إسبانيا. ■ منتخب تشيلى استعاد ذاكرة انتصاراته المونديالية بعد غياب 48 سنة وخسارة 13 مباراة فى المونديال، وكان آخر انتصار حققه فى مونديال 1962 على أرضه بفوزه على يوغسلافيا واحتلاله المركز الثالث، ونتائج منتخب تشيلى فى التصفيات والمباريات الودية تؤكد أنه منتخب جيد ويسعى لترك بصمته فى جنوب أفريقيا، ورغم الأداء الراقى الذى قدمه إلا أنه فرط فى فوز تاريخى، واكتفى بتسجيل هدف واحد فى مرمى هندوراس أضعف منتخبات المونديال الذى سيكون «حصالة» لتجميع النقاط فى المجموعة الثامنة. ■ منتخب تشيلى قدم كرة نموذجية اعتمدت على فرض السيطرة على وسط الملعب والتحرك من الأجناب والتمرير السريع ولكن عابه الفشل فى إنهاء الهجمة، وأعجبنى بشدة ألكسيس سانشيز صاحب هدف الفوز، وأفضل لاعب فى المباراة، وكانت أمامه فرصة ذهبية لأن ينافس على لقب الهداف لو أحسن استغلال الفرص التى أتيحت له، وأعتقد أن منتخب هندوراس أدى فى حدود إمكانات لاعبيه، وهو الأفقر فنياً بين منتخبات البطولة.