أتمنى نجاح جنوب أفريقيا فى تنظيم كأس العالم، وأن تمر الأيام الباقية دون أى مشاكل تعكر الصفو، لأن النجاح محسوب للقارة كلها، وسينعكس على الأفارقة فى العالم كله، ويكفى أن يغير النظرة إلى القارة والأفارقة باعتبارهم دولاً فقيرة، وحتى الآن نسبة النجاح فى التنظيم مرضية رغم الأخطاء التى وقعت، ولكن علينا أن نضع فى الاعتبار أن الدول الكبرى عندما نظمت نفس البطولة كانت هناك أخطاء، غير أن الأمر يحتاج إلى تكاتف الشعب والمسؤولين فى جنوب أفريقيا حتى مغادرة آخر مشجع أجنبى للبلاد فى نهاية البطولة، ولأنى من المتحمسين لأفريقيا أتوقع أن تحقق البطولة نجاحاً غير مسبوق فى النواحى الفنية والتنظيمية، بشرط أن تتأهل جنوب أفريقيا أو على الأقل إحدى الدول الأفريقية إلى الأدوار النهائية بما يضمن التفاف الجماهير الأفريقية حول المونديال واستمرار الشعب فى جنوب أفريقيا بنفس الروح من المساندة. حزنت كثيراً وأنا أتابع مباراة الجزائر وسلوفينيا، وسألت نفسى سؤالاً: ماذا لو كان المنتخب الوطنى يخوض هذه المباراة، وهل كان قادراً على الفوز فى تلك المباراة، وأؤكد أن المنتخب لو تواجد فى كأس العالم لكان الفخر والشرف من نصيب العرب وأفريقيا، لأن غياب المنتخب الوطنى خسارة فادحة للمونديال بما يضمه من مدرب قدير وجهاز معاون كفء، وأجزم أننا لو قدر لنا خوض هذه البطولة لساهمت مهارة زيدان وعبقرية أبوتريكة وقوة وائل جمعة وبراعة حسنى عبدربه وسرعة أحمد فتحى وسحر شيكابالا وقدرات متعب التهديفية ويقظة الحضرى فى تخطى الدور الأول والوصول إلى أبعد مما يتخيل البعض، ويكفى أن تدخل البطولة مزوداً بخبرات الفوز باللقب الأفريقى ثلاث مرات متتالية، ولا أبالغ إذا قلت إن الجمهور الأفريقى خسر بغياب زيدان وأبوتريكة ومتعب وحسنى وباقى اللاعبين عن المونديال. فمباراة الجزائر وأداء لاعبيها أثبت أننا كنا الأحق وأننا أضعنا فرصة ذهبية للتواجد فى المونديال ومواصلة مشوار المجد لهذا الجيل ولكن لا وقت للبكاء على اللبن المسكوب، وعلينا أن نستعد من الآن للتأهل للبطولة المقبلة بالبرازيل لأننا نستحق ذلك، وأن نقف خلف الفريق الجزائرى قبل مباراتيه أمام إنجلترا وأمريكا، لأنه فى النهاية ممثل العرب ونجاحه نجاحاً لنا جميعاً. الدروس المستفادة من تنظيم جنوب أفريقيا للمونديال كثيرة، وعلينا أن نأخذ من النواحى الإيجابية لهذا الحدث وما يتعلق بإقامة هذا البلد الأفريقى لعشرة ملاعب على أعلى مستوى بل من أفضل استادات العالم حالياً، وأن نستعد لتنظيم هذا الحدث الكبير ببنية تحتية إذا ما جاء الدور على أفريقيا مجدداً لتنظيمه بعد عشرات السنين، وعلى المسؤولين فى مصر ألا يكتفوا بالمتعة فى مشاهدة المباريات. ولا أستطيع أن أغفل الحكام وأنا أتحدث عن إيجابيات المونديال، فاللياقة البدنية والحضور الذهنى للحكام ومساعديهم فى البطولة رائع ويستحق أن نقف أمامه طويلاً لنتعلم كيف نطور أداء حكامنا بما يضمن تقدم الكرة المصرية، وبما يضمن عودة الحكام المصريين لتمثيل القارة فى المونديال، وفى سياق الحديث عن الإيجابيات أطالب المخرجين بالتليفزيون المصرى والقنوات الفضائية بالوقوف أمام براعة المخرجين فى النقل التليفزيونى لهذا الحدث. مع نهاية الجولة الأولى من مباريات الدور الأول للمونديال صدقت مقولة إن الحارس نصف الفريق، فهناك حراس يذهبون بفرقهم ومنتخباتهم إلى منصات التتويج، وآخرون يضيعون ما تبنيه دول وشعوب، وتذكرت تلك المقولة وأنا أشاهد النيجيرى أنيياما ينقذ فريقه من هزيمة ثقيلة أمام الأرجنتين، والأمريكى تيم هاورد يقتنص لبلاده تعادلاً مع إنجلترا، وتأكدت لدى تلك المقولة مع خطأى الحارسين الإنجليزى والجزائرى فى مباراتى أمريكا وسلوفينيا على التوالى، كل تلك الأخطاء جعلتنى أتمنى أن أشاهد عصام الحضرى فى المونديال. بريق ميسى لا ينتهى، وسيظل هذا اللاعب «كريزة» البطولة رغم أنه لم يظهر بالمستوى المتوقع، وعلى الجماهير أن تسانده ليقدم فنه الرائع مثلما يفعل فى برشلونة مع الوضع فى الاعتبار الاختلاف الكبير بين أسلوب لعب الأرجنتين وبرشلونة، وأن الكل يعتمد عليه فى البارسا، فضلاً عن امتلاك برشلونة لخط وسط يعد الأفضل فى العالم أمثال تشافى وأنييستا ويايا توريه مما يجعله يلعب بحرية، وأنا شخصياً أتمنى أن تفوز الأرجنتين باللقب، تضامناً مع ميسى الذى أعشقه.