قال الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، إن «مصر حريصة على التواصل مع القارة السمراء»، مشددًا على «أهمية التعاون الاقتصادي بين دول القارة المختلفة، وعلى أهمية توفير الأمن والاستقرار في دول القارة المختلفة». وأكد مرسي، خلال الخطاب الذي ألقاه القمة الأفريقية في أديس أبابا، صباح الأحد، أنه «كان حريصاً أشد الحرص على أن يكون متواجدًا في القمة الأفريقية، وعلى أن تكون شواغل القارة وقضاياها في طليعة اهتمامات وأولويات مصر ورئيسها المنتخب ديمقراطياً». أضاف موجهًا حديثه للمشاركين في القمة: «أتحدث إليكم اليوم باسم شعب عظيم، صاحب تاريخ عريق وحاضر مبشر ومستقبل مشرق، شعب مصر الذي شرفني بانتخابي أول رئيس للجمهورية بعد ثورة 25 يناير المجيدة، وشعبنا يقدر كثيرًا المؤازرة التي استشعرها خلال ثورته، كما يثمن عالياً تفاعل الشعوب الأفريقية الصادق مع تطلعاته وآماله». وتابع أنه «كما كانت مصر داعماً قوياً لحركات التحرر والاستقلال، فإن القاهرة عازمة على أن تكون محور ارتكاز قوي وفاعل لدعم أشقائها في أنحاء القارة، وأن تكون سندًا لهم على طريق تحقيق الاستقرار والتنمية والتقدم». وأشار مرسي إلى أن «أفريقيا تخوض غمار تحديات لا تقل في أهميتها وضراوتها عن معركة التحرر الوطني، ألا وهي تحديات مسيرة التنمية والتقدم، وهي المعركة التي لم يعد كسبها رفاهية، وإنما ضرورة ملحة لتحقيق آمال وتطلعات شعوبنا، ونحن نفتخر بنجاح العديد من الدول الأفريقية في الصمود مؤخرًا في وجه الأزمة الاقتصادية العالمية، وتمكن القارة ككل، ورغم أن هذه الأزمة من تحقيق معدلات نمو فاقت ال(7%) خلال السنوات الأخيرة، فإن ذلك خير برهان على ما تزخر به القارة من إمكانيات، وعلى قدرتها على التجاوب مع كل المتغيرات العالمية». وأوضح مرسي أن «مصر بما لديها من خبرات وكوادر بشرية، ومن مستثمرين ورجال أعمال، على استعداد للمساهمة في بناء القدرات البشرية، وفي عمليات تطوير البنية التحتية في كل الدول الأفريقية الشقيقة»، مضيفًا أن «مصر ساهمت بالفعل من خلال قطاعيها الحكومي والخاص في دعم الجهود القائمة على هذا الصعيد، حيث ساعدت الشركات المصرية في إنشاء العديد من الطرق التي تربط بين دول القارة الأفريقية، كما كانت لهذه الشركات المصرية إسهامات بارزة في تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في أنحاء القارة». وقال مرسي: «إن مصر، ومن خلال تواجدها النشط كأحد الدول الرئيسة الأعضاء في مبادرة (النيباد)، حريصة على أن تساند بكل السبل المتاحة الجهود القائمة من خلال المبادرة لتدعيم البنية التحتية في الدول الأفريقية، وبالأخص في مجال النقل»، مشيرًا إلى أنه «يأمل في أن يتحول حلم محور (الإسكندرية - كيب تاون) إلى واقع ملموس في أقرب فرصة، كمؤشر على ذوبان المسافات والحواجز بين دول القارة». كان مرسي قد مرسي كلمته بالآية القرآنية: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، وقال إنه «يحمل تحية من مصر وأهل مصر قبل، وأنهى الكلمة بالآية الكريمة: «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان».
