قرر وزير الثقافة فاروق حسنى تشكيل لجنة من قانونيين وأساتذة من المعهد لمعرفة سبب حالة الغليان التى يعيشها معهد السينما، واكتشفت اللجنة أن كل قرارات عميد المعهد الدكتور عادل يحيى قانونية، وأنه طبق القانون بين طلاب الفرق المختلفة وينتظر د.يحيى تفعيل قرار تعديل لائحة الحضور والانصراف فى المعهد التى كانت سببا فى حرمان 30% من الطلبة من المشاركة فى الامتحانات. «المصرى اليوم» التقت عادل يحيى لمعرفة أسباب الأزمة وكيف سيتعامل فى الفترة المقبلة. ■ ما الجديد بعد قرار وزير الثقافة تعديل لائحة القانون؟ - القرار لم يصل إلى المعهد حتى أطبقه، وللتوضيح هذا القرار أصدرته منذ عام، والأكاديمية وافقت عليه، ورفع إلى الوزير ووافق عليه. ■ إذا كان كل ما تفعله قانونياً وفقا للجنة، فلماذا حدثت كل هذه الضجة؟ - السؤال المهم: من يحمى الموظف العام إذا التزم بالقانون؟ أنا اتبهدلت بهدلة كبيرة من صحفيين، وأنا مجرد موظف عند «ختم النسر» أطبق لوائح لم أضعها، وليس من وظيفتى أن أحرم الطلاب أو أتعنت معهم، فأنا لم أظلم حفيدة يوسف صديق، فقد تغيبت عن المحاضرات ولم تحضر النسبة التى تسمح لها بدخول الامتحان، ورغم ذلك دخلت الامتحان، الناس وضعوا القانون وعايزينى أخالفه، كما أن هناك مجلساً للمعهد الذى يتخذ القرارات. ■ هل توجد صراعات بين أساتذة المعهد تنعكس على الطلبة؟ - الأساتذة برأوا أنفسهم أمام الطلبة وقالوا إنهم لم يحرموا أحداً من الامتحان وأن العميد هو المسؤول، وهذا غير صحيح، ولو عايزينى أخالف اللائحة «يبقوا عايزينى أبقى فاسد»، والمشكلة أن شخصيتى واضحة وكل ما يتم فى المعهد يتم فى النور، وأتحدى أى شخص يشكك فى ذمتى المالية أو الأخلاقية أو المهنية. ■ هناك تلاعب يخص شراء كاميرا؟ - لم أكن عميدا للمعهد وقت شراء هذه الكاميرا، والجرد سوف يوضح من المسؤول عن هذه المشكلة. ■ هل يوجد فساد فى المعهد؟ - إذا افترضنا أنى فاسد فما علاقة فسادى بطلبة حرموا من الامتحان ورسبوا بسبب أشخاص آخرين؟ ومع ذلك، خفضت نسبة الحضور إلى 60% بدلا من 75% النسبة الرسمية، وبرضه قالوا عنى ظالم. ■ لماذا تعنتَّ مع هانيا بنت مدحت صالح؟ - القانون يقول إن الطالب ممكن أن ينتقل إلى السنة الدراسية التالية بمادتين، وهانيا رسبت فى 4 مواد، وأبلغنا والدها هاتفيا وتعامل بذوق، أما والدتها فقد ارسلت تظلمات وكان من الممكن أن ينظر فى شأنها بعد تعديل اللائحة، لكن للأسف اللائحة سوف تطبق العام المقبل، والمسألة كلها أمام القضاء لا يمكن أن أفتى فيها، لكنها راسبة فى 3 مواد تخصص ومادة غير متخصصة، وهانيا وطلبة غيرها قدموا مستندات للنيابة مزورة بأنهم حضروا ثانى أيام العيد 21 سبتمبر، بالرغم من أن الدراسة بدأت فى 26 سبتمبر وثانى أيام العيد إجازة رسمية فى الدولة، كما استخرجت «كارنيه مضروب» لم أوقع عليه، والموظفة تم تحويلها للتحقيق. ■ هل تعرضت للتهديد؟ - نعم، فالمسؤول عن قطاع الشكاوى والتنظيمات الشعبية بمجلس الشعب «حسن عابدين» أرسل لى خطابا بوجود شكوى فى مكتب الدكتور فتحى سرور يجب أن أرد عليها، وأرسلت الرد، فعاد وقال لى إننى لم أرد، فأرسلت الرد مرة أخرى، فكرر الموقف نفسه مرة ثالثة، وعندما بحثت فى الأمر وجدت ردى الأول فى المحكمة، والموضوع برمته أمام القضاء. ■ أين التهديد فى ذلك؟ - قال لى البعض: «هتشوف هعمل فيك إيه»، و«نجّحلى والنبى فلان، فهو ابن فلان ومجنون وغير مضمون» وغيرها. ■ هل منصبك فى معهد السينما لا يكفى لحمايتك؟ - عمادة معهد السينما ليست منصبا، بل وظيفة حكومية مثلها مثل أى وظيفة، وأنا تسلمت المعهد به نسبة تسيب، وهذا ليس ذنب العميد السابق، فالضغوط التى كان يتعرض لها ربما جعلته «ينخ». ■ طبعا الضغوط لأن طلبة المعهد من أبناء الصفوة؟ - نعم الذين لهم سطوة بشكل ما، ويظنون أنهم فوق القانون. ■ لكن الطلبة اشتكوا من تهديدك لهم؟ - سأحكى ما حدث بدقة، طلبت من الطلاب أن ينتهوا من مشروعات تخرجهم قبل أول مارس، لكنهم لم يلتزموا، فأخرت الموعد إلى منتصف مارس فلم يلتزموا، فجعلته منتصف أبريل ولم يلتزموا، وكان هدفى أن أجمع مشروعات تخرجهم قبل أول مايو، حتى تدخل لجنة التحكيم قبلها بوقت كاف، والحقيقة أننى حتى هذه اللحظة لم أتسلم سوى 10 مشروعات تخرج. ■ ما سبب هروب معظم أساتذة المعهد إلى المعاهد الخاصة؟ - الحكومة لم تحافظ على هيبة أستاذ المعهد فتحول إلى مرتزق فى المعاهد الخاصة، وكل يومين يأتى لى أستاذ عايز إجازة لرغبته فى السفر. ■ هل الصدفة لعبت دورا فى دخولك المعهد؟ - تخرجت فى كلية التجارة عام 1985، بعدها حصلت على دبلوم نقد فنى، وآخر شىء كنت أتخيله هو أن أكون فى معهد السينما. ■ لماذا هاجم مسؤولون بيان المعهد وقرارك بسحب أفلام المعهد من مهرجان لقاء الصورة؟ - كنت فى المغرب، وقالوا لى هناك فيلم إسرائيلى يعرض فى مهرجان لقاء الصورة، والناس كلها تسحب أفلامها من المهرجان، واتصلت لأتحقق من المعلومة، وأكدت لطيفة فهمى مدير المركز الثقافى الفرنسى المعلومة، فسحبنا أفلام المعهد، وأصدرت بيانا باسم المعهد، وبدأ المسؤولون مهاجمتى. ■ لو كنت فى مصر هل كنت ستذهب لمشاهدة الفيلم الذى أخرجته إسرائيلية؟ - نعم، ولو لدىّ فيلم من إخراجى كنت سأعرضه فى المهرجان مع وجود الفيلم الإسرائيلى، فهناك خبراء زراعة من إسرائيل فى مصر، وإسرائيل سادت العالم فنيا وثقافيا، ولديها ثلاثة معاهد سينما، ونحن مازلنا نضع رأسنا فى الرمال خوفا من التطبيع، وأنا مع قراءة كتبهم ومشاهدة أفلامهم والاستماع إلى موسيقاهم، فلماذا نشاهد أفلامهم خارج مصر ونمنعها فى الداخل؟