بدأت الحكومة الإسرائيلية أمس، ترحيل المئات من المعتقلين المتضامنين مع قطاع غزة، الذين اعتقلتهم خلال هجومها على أسطول الحرية الإثنين الماضى ويأتى قرار الترحيل بعد تعرضها لضغوط ومطالب دولية وإقليمية عديدة، حيث وصل 126 شخصا من المشاركين إلى الأردن فجر أمس، ويتوالى وصول العشرات منهم عبر الأردن أو مطار بن جوريون، فى الوقت الذى أعلنت فيه الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة عن توفير تمويل لأول 3 سفن فى أسطول جديد موجه إلى القطاع خلال أسابيع قليلة، ويحمل اسم «الحرية 2» رغم تهديدات تل أبيب بمهاجمة أى سفن جديدة تسعى لانتهاك الحصار الذى تفرضه على قطاع غزة. وأعلنت متحدثة باسم مصلحة السجون الإسرائيلية أنه تم إطلاق سراح 449 من المشاركين فى «أسطول الحرية»، حتى قبل ظهر أمس بينهم 123 من دول عربية، مشيرة إلى أن معظم المعتقلين الآخرين الذين نقلوا إلى مطار بن جوريون من سجن بئر سبع الأتراك، وتستعد 3 طائرات تركية لنقلهم إلى بلادهم وقالت إن هناك 186 ناشطا لا يزالون فى سجن إيلا، وأن السلطات الإسرائيلية تعمل حاليا لإنهاء إجراءات إطلاق سراحهم. وذكرت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) أن «126 من المتضامنين وصلوا إلى الأردن، من بينهم «30 أردنيا و96 شخصا آخرين هم 4 من البحرين و18 من الكويت و7 من المغرب و3 من سوريا و28 من الجزائر بينهم 8 نواب وواحد من سلطنة عمان، و4 من اليمن و3 من موريتانيا و12 من إندونيسيا و3 من باكستان و11 من ماليزيا و2 من أذربيجان». كانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت أنها سترحل كل الأجانب المعتقلين والذين يبلغ عددهم 682 شخصا، لكنها ستحتفظ ب50 شخصا فى سجونها لاستجوابهم وهددت بمقاضاتهم بتهمة التعدى على جنودها بعد أن جرى استجواب بعضهم من قبل جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى «الشاباك» لجمع معلومات عنهم وعما إذا كانت لهم علاقات بحركة حماس وأنصارها أم لا. رحلت إسرائيل 3 من 5 لبنانيين من المتضامنين وقالت إنها ستبقى على رئيس الوفد اللبنانى هانى سليمان الذى أصيب فى الهجوم مع عضو آخر وعقدت الحكومة اللبنانية اجتماعا طارئا أمس الأول لبحث العرض الإسرائيلى، ورجحت مصادر أن تطالب الحكومة نظيرتها فى تل أبيب بترحيل جميع رعاياها حيث كان حزب الله اعتبر أن جميع اللبنانيين المعتقلين رهائن لدى إسرائيل. وروى المتضامنون لدى وصولهم إلى الأراضى الأردنية بعد تأخر لمدة 10 ساعات، بإفادات متطابقة مع ما حدث، واتفقوا على أنها مجزرة حقيقية، واستقبل المتضامنون استقبالا رسميا وشعبيا لدى وصولهم مطار عمان، واصطف العشرات من المواطنين واستقبلوهم بالورود والأحضان. وفى المقابل، بدأت إسرائيل إعادة عائلات طاقمها الدبلوماسى فى أنقرة، ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مسؤول إسرائيلى رفيع المستوى قالت إنه هذا الإجراء يشمل نحو 50 شخصا مرتبطين بالعاملين فى قنصلية وسفارة إسرائيل فى أنقرة وأسطنبول، وأضاف انه ليس من الوارد حاليا قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وفى غضون ذلك، قال ديريك جراهام أحد أفراد طاقم سفينة «راتشيل كورى» التى تحمل مساعدات لغزة إن السفينة تصر على مواصلة رحلتها إلى القطاع رغم الحصار والتهديد الإسرائيلى بمنع أى سفن تحاول كسر الحصار، وأضاف أنهم يتوقعون بلوغ غزة خلال الأسبوع الجارى، بعد إبحار السفينة من مالطا، مؤكدا أنهم أبلغوا إسرائيل بموقعهم وأن ركاب السفينة سيلتزمون الهدوء لتفادى ما حدث لركاب أسطول الحرية. وعرضت إسرائيل مرافقة السفينة وتسليم حمولتها لغزة بنفسها وهو ما اقترحته الحكومة المصرية لكن جراهام أبدى قلقه من عدم وصول المساعدات، بينما طالب رئيس الوزراء الإيرلندى بريان كوين إسرائيل بالسماح للسفينة المملوكة لبلاده بإتمام مهمتها الإنسانية. وفى الوقت نفسه، أعلنت «الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة» عن توفر تمويل أول سفن فى أسطول جديد سيتوجه إلى قطاع غزة خلال أسابيع قليلة تحت اسم «الحرية 2». وقال عرفات ماضى رئيس الحملة إن اتصالات واسعة تجرى حاليا من أجل إطلاق أسطول جديد إلى قطاع غزة». وأكد ماضى أن الأسطول الجديد ستشارك فيه سفن كثيرة وسيكون على متنه مساعدات ومتضامنون أكثر مما كان على أسطول الحرية ومئات المتضامنين من أكثر من 40 دولة. وقال إنه فى أعقاب المجزرة البشعة التى ارتكبتها إسرائيل، ازدادت الدعوات العربية والإسلامية والأوروبية والغربية بصورة عامة لتشكيل أسطول أضخم من الذى تم اعتراضه.
