لفت نظر للرئيس بعد مضى أول أسبوع على توليه رئاسة البلاد. لفت نظر لما تم رصده ونحن نراقب ونلاحظ بقلق وحذر وخوف. لفت نظر لأن الانطباعات الأولى بعثت فى قلوبنا الحيرة والشك وتجعلنا نصر على إرسال رسائل تحذيرية مبكرة تفاديا لاستمرار هذا الأداء المتناقض، الذى كان السبب الرئيس الذى دفعنى للكتابة تحت هذا العنوان «لفت نظر» سواء من هذا الأداء بحسن نية أو غير ذلك، ووجب علينا أن نبادر بالتحذير من الأخطاء قبل الوقوع فيها والتغلب عليها، خوفا من أن تدوم هذه الانطباعات طويلا خاصة فى هذه المرحلة. ■ أولا: ما تعريف شهداء الثورة بالنسبة لرئيس الجمهورية؟ هل هم من استشهدوا منذ 25 يناير 2011 حتى 11 فبراير 2011 أم هؤلاء الذين استشهدوا منذ بداية الثورة حتى 30 يونيو 2012؟ حيث إن الرئيس قد تعهد بالقصاص من القتلة، وفى الوقت نفسه أعلن تكريم المجلس العسكرى، الذى تسببت إدارته للبلاد طوال المرحلة الانتقالية فى سقوط المزيد من الشهداء..!! ■ ثانيا: أعلن الرئيس مرسى فى مؤتمره مع القوى الوطنية رفضه الإعلان الدستورى، ثم نجده يطبق بنود الإعلان الدستورى بحلف اليمين أمام المحكمة الدستورية، وقد برر البعض ذلك بأنه لابد أن يؤدى اليمين أمام «الدستورية» حتى يستطيع إلغاء الإعلان الدستورى، لكن ما حدث هو العكس تماما، فنجده يتجاهل الإفصاح أو حتى التلميح عن رفضه الإعلان الدستورى فى كل خطاباته وتصريحاته سواء كانت فى الميدان أو فى جامعة القاهرة، وفى البيان نفسه مع القوى الوطنية رفض حل مجلس الشعب، لكن بحلفه اليمين أمام المحكمة الدستورية أعطى لنا الإحساس بأنه تجاهل رفضه المسبق حل مجلس الشعب، المعنى الحقيقى بحلف اليمين أمامه، وليس المحكمة الدستورية. ■ ثالثا: إلى متى سننتظر رئيس الحكومة صاحب الشخصية المستقلة الوطنية؟ فقد سلك الإخوان كل الطرق، واستخدموا كل الأدوات البرلمانية والتشريعية لسحب الثقة من حكومة الجنزورى، التى اتهموها بالفشل تارة، وبالعمل ضد مصلحة الشعب، وإحراج مجلس الشعب تارة أخرى، وأعلنوا أنهم عجزوا عن إقالة الحكومة، لأن السلطة التنفيذية التى فى يد المجلس العسكرى ترغب فى الاحتفاظ بتلك الحكومة. إذن فماذا ينتظرون الآن بعد أن صارت السلطة التنفيذية فى أيديهم؟ لماذا البطء غير المسبب فى القرارات التى تخص الحكومة؟ فلا أعتقد أنهم كانوا غير مستعدين لتشكيل حكومة ائتلافية إبان عقد المؤتمر الصحفى مع القوى الوطنية. ■ رابعا: سلفيو التأسيسية يريدون مقابلة شيخ الأزهر، كما نشر فى جريدة «الوطن» بتاريخ 3 يوليو، لإلغاء السلام الجمهورى. فهل هذه هى مرجعية وثيقة الأزهر، التى وعدوا بأن تكون معاييرها استرشادية ل«التأسيسية» فى كتابة الدستور؟! ■ خامسا: ما موقف الرئيس تجاه من يسمون أنفسهم «جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»، وما يقومون به من جرائم قتل للشباب الأبرياء عينى عينك فى الشوارع المصرية؟ وما حقيقة هذه الجماعة؟ ■ سادسا: متى ستثلج قلوبنا بقرار الإفراج الفورى عن المعتقلين عسكريا، وإعادة محاكمتهم أمام قاضيهم الطبيعى، ومنع المحاكمات العسكرية للمدنيين منعا نهائيا؟ ■ سابعا: أين الإخوان من الميدان؟ فالإعلان الدستورى قائم وحل مجلس الشعب قائم، لكن الإخوان انصرفوا من الميدان فلماذا؟ هل هذا ما أعلنوه بعد الإعلان الدستورى، وقبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية باستمرار اعتصامهم حتى تحقيق المطالب؟ إنها رسائل ليست للهجوم، ولكن رسائل للفت النظر بأن الوضع خطير، ولو استمر هذا التراجع والتناقض سيتأزم الوضع أكثر وأكثر وهذا ما نريد التغلب عليه فى أسرع وقت ممكن، فالمائة يوم لم يمر منها سوى سبعة أيام، فالأمل موجود والزمن يسمح بتصحيح المسار إذا تواجدت الإرادة السياسية الحقيقية. فلا نرغب أن يتحول لفت النظر إلى إنذار، ويتصاعد الإنذار، لكن نريد أن يكون لفت النظر هو وسيلة لتحسين الأداء وتصحيح الأخطاء واتخاذ المواقف الحاسمة. [email protected]