حقق فريق إنترميلان الإيطالى ثلاثية تاريخية بانتزاع لقب دورى الأبطال الأوروبى مساء أمس الأول، بعد تغلبه فى المباراة النهائية على بايرن ميونيخ الألمانى بهدفين نظيفين سجلهما الهداف «الذهبى» دييجو ميليتو فى المباراة التى استضافها ملعب سانتياجو برنابيو فى مدريد. ومنح ميليتو البطولة الثالثة لفريقه هذا الموسم، بعد أن ظفر ببطولتى الدورى والكأس بفضل هدفيه اللذين سجلهما فى نهائى البطولتين ليحفر اسمه فى سجل عظماء وهدافى اللعبة. وتفوق دهاء «التلميذ» جوزيه مورينيو على خبرة «معلمه» لويس فان جال، وأفسد طموحه الهجومى بتكتيك دفاعى متميز، اعتاد على تنفيذه الداهية البرتغالى، وهجمات مرتدة نارية عن طريق ميليتو وشنايدر. وحقق إنتر اللقب الأوروبى الثالث فى تاريخه، ليستعيد المجد الأوروبى بعد غياب دام 45 عاماً. استمرت المباراة على وتيرة واحدة على مدار الشوطين، سيطرة واستحواذ من بايرن واختراقات من الجانبين عن طريق روبن، نجم الشوط الأول، وحميد ألتينتوب، بديل ريبيرى الغائب، مع تربص أوليتش لاصطياد الكرات العرضية. وعلى الجانب الآخر، دفاع حديدى مستميت من الإنتر مع الاعتماد على الهجمات المرتدة بقيادة الثلاثية شنايدر وميليتو وإيتو. شهدت الدقائق الأولى من الشوط الأول ضغطاً من جانب الإنتر الذى رفض الطرق الكلاسيكية بجس نبض الخصم و البدء باللعب الحذر، حيث بدت رغبة مورينيو فى تسجيل هدف مبكر يربك حسابات الفريق البافارى. ولم يكشر إنتر عن أنيابه الهجومية عن قصد لاستهلاك طاقة الخصم، واعتمد على التسديدات المباشرة خارج منطقة جزاء بايرن، كان أخطرها فى الدقيقة 18 بعد أن سدد شنايدر كرة صاروخية من مسافة بعيدة اصطدمت برأس حميد ألتينتوب وغيرت مسارها إلا أن الحارس يورج بات أخرجها ببراعة. ومع استمرار سيطرة الفريق الألمانى، وعلى عكس سير المباراة، قاد شنايدر مرتدة سريعة ثم مرر كرة على طبق من ذهب للهداف ميليتو الذى انفرد بالمرمى وسط حراسة اثنين من مدافعى بايرن ليسددها ببراعة فى المرمى ويعلن الفرحة الأولى للإنتر فى الدقيقة 35. كان وقع الهدف كالصاعقة على بايرن الذى فقد سيطرته على المباراة بعد الهدف، وأهدر الكاميرونى صامويل إيتو هدفاً محققاً كاد ينهى المباراة مبكراً. لجأ بايرن للتسديد من خارج منطقة جزاء إنتر فى محاولة لإدراك التعادل قبل دقائق من نهاية الشوط الأول. وفى تكرار لسيناريو الهدف الأول ولكن مع تغيير اللاعبين، يرد ميليتو الجميل لشنايدر من انفراد ثنائى بالمرمى ويعطيه تمريرة «هدية» إلا أن شنايدر يسدد فى جسدالحارس بات، الذى ينقذ هدفاً مؤكداً كان كفيلاً بإعلان إنتر بطلاً للنهائى فى الشوط الأول. وضاع التعادل فى آخر دقيقة فى الشوط الأول من تسديدة للقائد فان بومل على بعد خطوات من الحارس جوليو سيزار. ومع إطلاق صافرة الشوط الثانى كشر بايرن عن أنيابه وأظهر رغبة قتالية فى تحقيق التعادل مبكراً والإبقاء على آماله فى الفوز بالمباراة، وينقذ سيزار هدفاً مؤكداً للصاعد مولر فى الدقيقة الأولى، ويشعر إنتر بالارتباك ولكن سرعان ما يستعيد زمام الأمور. وعلى غرار الهدف الأول فى خضم صحوة وسيطرة الفريق البافارى، يطلق إنتر سهامه المرتدة عن طريق إيتو الذى يمنح هدية الهدف الثانى للمتألق ميليتو الذى راوغ بمهارة رائعة المدافع فان بوتين ليعلن الفرحة الثانية له ولفريقه فى الدقيقة 70 ويؤكد انتقال الكأس إلى ميلانو. استسلم الفريق البافارى بعد الهدف الثانى ورفع الراية البيضاء، ومع إطلاق صافرة الحكم الإنجليزى هيوارد ويب تنطلق فرحة عارمة للاعبى الإنتر بتحقيق الإعجاز التاريخى. احتفلت الصحافة الإيطالية بالفوز واللقب حيث جاء فى عناوين صحيفة «جازيتا ديللو سبورت» : «إنتر فقط» و«إنتر الأسطورى»، وأرجعت الفوز إلى ما اسمته «العامل ميم» فى إشارة إلى حرف «الميم» الذى تبدأ به ألقاب رئيس النادى ماسيمو موراتى والمهاجم الأرجنتينى صاحب هدفى الفوز دييجو ميليتو والمدير الفنى البرتغالى جوزيه مورينيو. وأبرزت الجريدة على وجه الخصوص نجاح موراتى فى إعادة الفرحة «الأوروبية» لجماهير إنتر بعد 45 عاماً من نجاح إنتر فى الفوز باللقب تحت رئاسة والده أنجيلو. وعنونت صحيفة «كورييرى ديللو سبورت» صفحتها الرئيسية بعبارة «إنتر.. الأسطورة»، مبرزة أنه الفريق الإيطالى الوحيد الذى نجح فى الحصول على ثلاثة ألقاب فى موسم واحد. كما وصفت الجريدة ميليتو بأنه «ظاهرة كروية» وأكدت أن أداءه فى المباراة «بث الرعب فى قلوب الخصم»، كما قالت إن «موراتى حقق الحلم الذى وصل إليه والده منذ 45 عاماً»، كما جاء فى صحيفة «الأريبوبليكا» إن إنتر قدم مباراة «مثالية عن طريق ميليتو الذى قضى على بايرن بثنائية وذهب بهدفيه إلى الجنة». ومن جانبها، قالت صحيفة «كورييرى ديلا سيرا» «أوليه يا إنتر! إن أوروبا تحت أقدامك»!، فضلاً عن تخصيص صفحة كاملة لعرض كيفية حصول مورينيو على اللقب وإلينيو إريرا عليه مع إنتر منذ 45 عاماً.