فى استمرار لحركته الجماهيرية عبر الإنترنت، أطلق الدكتور محمد البرادعى، رئيس وكالة الطاقة الذرية الدولية الأسبق، صفحة للحوار مع المصريين، عن طريق تلقى الأسئلة من الناس والإجابة عنها بعد ذلك فى مواعيد لاحقة، ونشر الإجابات عبر الإنترنت، وتعتمد هذه الصفحة على إحدى خدمات «جوجل» العامة والتى تسمى «منسق حوارات جوجل» وهى تسمح لأى شخص أو مجموعة بافتتاح صفحة لتلقى الأسئلة مع إمكانية تقييم الأسئلة من باقى الزوار بحيث يحدد النظام آليا أكثر الأسئلة التى يرغب الزوار فى الحصول على إجابات عنها، وهذه الطريقة هى إحدى الوسائل التى اعتمدها الرئيس الأمريكى «باراك أوباما» أثناء حملته الانتخابية للرئاسة الأمريكية. وعلى الرغم من افتتاح هذه الصفحة منذ أقل من 24 ساعة فقط، فإن عدد الأسئلة التى طرحها الزوار تجاوز 460 سؤالا، حتى وقت إعداد التقرير، بينما تلقت الأسئلة أكثر من 17 ألف تصويتا يحدد الرغبة فى الإجابة عن أسئلة معينة، وحملت الصفحة الرئيسية رسالة حملت توقيع البرادعى وهى موجهة للزوار وتقول: «يسعدنى اليوم أن ألتقى مع جميع المصريين وأستمع إلى أسئلتهم واستفساراتهم وأجيب عن أكبر قدر ممكن منها». وعن كيفية الحوار فى هذه الصفحة، ذكر فريق الإعداد «أن الدكتور محمد البرادعى يسره أن يتلقى الاستفسارات بصدر رحب من خلال هذه الصفحة والتى تتيح لجميع المستخدمين إضافة أسئلة جديدة أو التصويت إيجابا أو سلبا لأى من الأسئلة القديمة وسيقوم الدكتور البرادعى بالإجابة عن عشرين سؤالا من الذين حصلوا على أعلى الأصوات»، ويمكن إضافة الأسئلة والتصويت عليها فى الفترة من 17 مايو وحتى 26 مايو. بعدها سيبدأ البرادعى فى الإجابة عن هذه الأسئلة تباعا. وبدا لافتا من الأسئلة التى تم توجيهها حتى الآن للبرادعى الرغبة العامة فى معرفة خطواته المقبلة، حيث سأل أحدهم: «إذا تم تفويضك بشكل رسمى (بعد جمع عدد الأصوات اللازمة) ورفض النظام مطالبنا، ما هى الخطة المقترحة؟»، بينما سأل آخر: «أريد أن أعرف كيف سيتم استخدام التوقيعات التى وقعناها كوسيلة للتغيير؟»، واهتم ثالث بسؤال: «أريد معرفة رد فعل الدكتور البرادعى إذا حدث إيذاء لمن وقّع على بيان التغيير، وهل يستطيع بالفعل وليس بالكلام إنقاذ من يتعرض للإيذاء؟»، وتساءل زائر: «فيه ناس كتير فى مصر لا يملكون قوت يومهم وليس عندهم كمبيوتر، ممكن أعرف ازاى هنوصل للناس دى يا دكتور؟». على الجانب الآخر، جاءت عدة أسئلة لمعرفة رؤية البرادعى حول بعض القضايا التى تردد فى الإعلام بعض التصريحات المنسوبة له حولها، ومن أهمها هذا السؤال: «هل أنت ستتجه بمصر نحو النظام العلمانى (فصل السياسة عن الدين) إذا أصبحت رئيسا؟ وهل ترى أن هذا أفضل أم لا؟ وهل يمكن أن نصبح أقوياء مثل تركيا مع الحفاظ على هويتنا الإسلامية إذا اتبعنا هذا النظام؟»، وسأله آخر: «هناك شائعة تروج أن لك موقفاً معادياً من الدين الإسلامى، وأنك تريد إلغاء المادة الثانية من الدستور والتى تنص على أن الإسلام هو المصدر الأساسى للتشريع، فما هى حقيقة ذلك؟»، بينما وجه ثالث هذا السؤال: «تصدير الغاز لإسرائيل هل سيتم إلغاؤه كما يرجو معظم المصريين أم فقط سيتم تعديل الأسعار؟». وبطبيعة الحال، سيتحتم علينا الانتظار فترة لمعرفة إجابات البرادعى عن هذه الأسئلة وغيرها.