«عشت وزوجى 15 عاماً فى مكةالمكرمة وأثناء تفكيرنا فى مستقبلنا ومظاهر الحياة وبناء فيلا وشراء سيارات وما شابه، انتقل زوجى إلى رحمة الله ولم يترك لى سوى (شنطة أوراق).. بهذه الكلمات عبرت الدكتور عبلة الكحلاوى، عن بداية فكرة جمعية الباقيات الصالحات، وأشارت إلى أن الإنسان لم يتبق منه سوى «كوم ورق» فقط - حسب تعبيرها. وقالت الكحلاوى - خلال وضع حجر أساس المجمع أمس الأول بحضور الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية، والدكتور على المصيلحى، وزير التضامن الاجتماعى -: يقول الحبيب (صلى الله عليه وسلم) «أربعة عليهم أجورهم بعد الموت رجل مات مرابطا فى سبيل الله، ورجل علّم علما فأجره يجرى عليه ما عمل به، ورجل أجرى صدقة فأجرها يجرى عليه ما جرت عليه، ورجل ترك ولدا صالحا يدعو له». وأضافت: «أعددت نموذجا لمجمع الباقيات الصالحات الخيرى الخدمى، بعد أن توسعت الجمعية فى أعمالها»، مشيرة إلى أنه فى البداية استوقفها ما سمته «الأبوة الواهنة» وهم آباء الشوارع الذين يزاحمون الآن أطفال الشوارع، وتابعت: «نرى الكبار فى الطرقات بلا مأوى بسبب «الزهايمر» الذى يفوق طاقة الاحتمال لدى أبناء الزمن الردىء (إلا من رحم ربى)». وقالت: الأطفال الذين افترسهم مرض السرطان أنشأنا لهم داراً للضيافة، وحظيت بثقة معهد الأورام ومستشفى 57357، بالإضافة إلى تقديمنا الخدمات ل«الأرامل والمطلقات والأطفال بلا مأوى. وأشارت الكحلاوى إلى أن كل ذلك دفعها إلى إقامة «المجمع» الذى سيحتوى على دارين: «أبى وأمى» للمسنين من مرضى الزهايمر، و«ضنايا» لاستضافة ورعاية الأطفال ومرضى السرطان، ودار الصالحات لاستضافة المطلقات والأرامل والأطفال بلا مأوى والبيوت المتصدعة، ومستشفى لتسكين الآلام العضوية والنفسية، وملحقة به مراكز بحثية لمرضى الزهايمر والسرطان، إدارة العقول. وقال الدكتور على المصيلحى، وزير التضامن الاجتماعى، إن المجمع مزدحم جدا وهو ما يتطلب إعادة صياغة المساحة، رافضا إعطاء الجمعية وعدا بمنحها باقى الأرض المجاورة لها بمنطقة الهضبة الوسطى فى المقطم، مؤكدا أن الأمر يتطلب مراجعة الدكتور عبدالعظيم وزير، محافظ القاهرة.