انتقد أدمن الصفحة الرسمية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، الثلاثاء، التصريحات والاتهامات التي أطلقها توفيق عكاشة، رئيس قناة الفراعين، في برنامجه، الاثنين، بحق القوات المسلحة، معتبرا ما قاله الأخير محض خيال. وأكد «الأدمن» في بيان منشور على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أن القرار منذ بداية العملية الديمقراطية، هو للشعب في الصناديق، مشيرا إلى أن دور القوات المسلحة اقتصر على التأمين بالاشتراك مع وزارة الداخلية، وتحت مراقبة منظمات المجتمع المدني. وأشار إلى ما «نال» القوات المسلحة طوال عام ونصف، من هجوم التيار الإسلامي تارة، والليبرالي، وشباب الثورة، معلقا بأن «كل لا يريد إلا ما يُقنعه ويرضيه»، معترفا بوقوع بعض الأخطاء «غير المتعمدة» وعدم التوفيق في بعض القرارات، إلا أن الهدف الأسمى كان مصلحة مصر، بحسب قوله. وقال «الأدمن»: «لقد خرجت قناة الفراعين ودكتور توفيق عكاشة، بسيل من الاتهامات للمجلس الأعلى وأعضائه، بداية من تهمة الخيانة إلى التجريح الشخصي لقياداته واتهامهم بالباطل بما ليس فيهم»، مؤكدا «نحن لن ننجر إلى مثل هذا النوع من الصراع الذي لا يؤدي في النهاية إلا إلى زيادة الفجوة والفرقة بين أبناء الوطن الواحد. نحن نكن لكل الإعلاميين المصريين الشرفاء كل تقدير ولكن نود أن نوضح بعض الحقائق التي قد تكون أغفلت بقصد أو بدون قصد من قناة الفراعين». وسرد «الأدمن» عدة نقاط للرد على رئيس «الفراعين»، قائلا : «إن القوات المسلحة أو المجلس الأعلى، لم يقم بخيانة الشعب أو بيع مصر للإخوان المسلمين، وإنما من أتى بهم في الانتخابات التي تمت خلال عام ونصف، هو الشعب المصري بإرادته واختياره. والأسباب معروفة للجميع ولا تحتاج إلى شرح»، مشيرا إلى أن أبرزها هو انشغال القوى السياسية بصراعات جانبية، وقلة الخبرة السياسية لائتلافات شباب الثورة وعدم وجود تنظيم واحد يمثلهم، مما أدى إلى تشتتهم الكامل وعدم حصولهم على حقوقهم المشروعة كأصحاب الثورة ومفجريها، بحسب قوله. وتابع «أنه عند بداية المرحلة الثانية من انتخابات الرئاسة، أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، عدد من القرارات طبقاً للصلاحيات التي يتمتع بها وذلك حفاظاً على هوية الدولة ومنعها من الانجراف في أي اتجاه بخلاف هويتها الأصلية. وهو ما أدى إلى اندلاع المظاهرات في ميدان التحرير ولمدة خمسة أيام متتالية ولم تنتهي حتى اليوم للمطالبة بإلغاء هذه القرارات»، مؤكدا أن «العسكري» لم ينصاع للضغوط والشائعات التي تتردد عن مساومات وصفقات ثبت بالدليل القاطع خلال الفترة السابقة. وأردف «الأدمن» بالتأكيد على أن القوات المسلحة المصرية أكدت مراراً وتكراراً، وقوفها على مسافة واحدة من كل المرشحين منذ البداية، وأنها في النهاية أعادت هذا التأكيد، لإعطاء الحرية للشعب في اختيار رئيسه، معلقا «ولو خضعنا للأهواء والعواطف فالشعب المصري كله قاصيه ودانيه يعرف من كنا سنؤيد». واعتبر «الأدمن» اتهام قناة الفراعين ودكتور توفيق عكاشة، لأحد أعضاء المجلس الأعلى «وهو مدير المخابرات الحربية» بأنه «رجل الإخوان في القوات المسلحة»، أنه «إدعاء كاذب، وإفك» معلقا: «فمع احترامنا الكامل لجماعة الإخوان المسلمين، كأحد شرائح المجتمع المصري ولها كامل التقدير، إلا أن قواعد العمل في القوات المسلحة المصرية والأجهزة الأمنية بصفة خاصة، يمنع من الالتحاق بها كل من له توجه ديني أو عقائدي يخالف الحدود الطبيعية المتعارف عليها». وشدد على أنه «لا يتم حتى تجنيد هؤلاء الشباب صغار السن عند التحاقهم بالخدمة العسكرية فور اكتشاف ذلك، فالانتماء والولاء داخل القوات المسلحة لمصر فقط وليس لأشخاص، لأن التضحية بالروح والدم لا تكون إلا من أجل الوطن». كما اعتبر أن التعرض لأسرة أحد قيادات القوات المسلحة، «واتهامهم بارتداء النقاب والجوانتي، أمر غريب»، متابعا «ولكننا مضطرين آسفين أن نُذّكر دكتور توفيق عكاشة بأنه لا توجد منقبات في زوجات ضباط القوات المسلحة الحاليين والمتواجدين في الخدمة، بل إن هناك مطالب كثيرة من ضباط متقاعدين للسماح لزوجاتهم المنقبات بدخول نوادي ضباط القوات المسلحة، أما الحجاب فهو حرية شخصية ونرجو منك عندما تتقابل مع أسر الضباط والمصريين يوم الجمعة القادم أن ترى كم المحجبات في مصر». واستنكر «الأدمن» ما ذكر عن انتماء اللواء عباس مخيمر، لحزب الحرية والعدالة، معتبرا إياه «حق يراد به باطل» لأن انتماؤه للحزب «أمر لا يعنينا، لأنه قد ترك الخدمة في القوات المسلحة منذ أكثر من عشرة سنوات أو تزيد، ونحن لا نتدخل في الحرية الشخصية لمن يترك خدمة القوات المسلحة». وخاطب «الأدمن» «عكاشة» قائلا: «إن كل ما ذكرته من تهديدات لحياتك من المجلس الأعلى واتهامك للإخوان المسلمين، لهو من الخيال، فهذه ليست شيم أو أخلاق المصريين، ولم نسمح باغتيال إعلامي لرأيه وهناك من هم أكثر عداءاً منك للمجلس الأعلى منذ توليه السلطة ونحن في حل أن نذكر أسماء. نحن لا نعادي لرأي ولا نصنف أصدقاء الأمس أنهم أعداء اليوم، فحرية الرأي مكفولة ولا حجر على قلم ونحن لسنا قتله». وفي ذات السياق، شدد «بيان الأدمن» على كفالة حق التظاهر السلمي للجميع، سواء في ميدان التحرير أو في أي من ميادين مصر، مبديا استعداده لتأمينها على أكمل وجه «لو طُلب ذلك» وأنه لن يجرؤ أي من كان علي الاقتراب منها أو الاعتداء عليها، بحسب قوله. واختتم بالتذكير بأن «الحزن والغضب وعدم الرضاء بنتيجة الانتخابات هو حق مشروع»، مستدركا بأنه «لا يجب أن يقودنا هذا للتخوين والتشكيك وإلقاء التهم ومحاولة زرع الفتن داخل أعرق مؤسسة في الدولة، والتي حافظت علي اتزان هذا الوطن طوال الفترة السابقة». وأضاف أنه «لم يفهم الجميع حتي هذه اللحظة أن القوات المسلحة المصرية نسيج من نوع خاص من صنع المولي عز وجل يصعب اختراقه أو تمزيقه، صنع لأمن وآمان مصر عبر التاريخ، وسيستمر طالما بقيت مصر».