وافقت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، خلال اجتماعها فى رام الله، أمس، على بدء محادثات السلام غير المباشرة مع إسرائيل، وأعلنت مصادر بالمنظمة أن موعد إطلاق المحادثات سيعلن خلال ساعات، وأنها ستجرى من خلال مبعوث بين رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن». وأبدى ممثلو الفصائل الفلسطينية، التى تنتمى لمنظمة التحرير، مواقف متباينة إزاء بدء المفاوضات قبل الاجتماع، ففى حين أعلن ممثلون عن فتح موافقتهم على بدء المفاوضات ل«قطع الطريق على اليمين الإسرائيلى»، أعلنت جبهة التحرير الفلسطينية وحزب الشعب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، رفضها العودة للمفاوضات. واستبقت حماس والجهاد وغيرهما اجتماع منظمة التحرير، وحذرت من استئناف المحادثات، ووصفت حماس المفاوضات بأنها «عبثية» وتشكل «مظلة للاحتلال» لارتكاب المزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطينى ومواصلة التهويد والاستيطان. جاء ذلك بينما نقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن «مسؤولين إسرائيليين كبار» قولهم إن واشنطن أشارت إلى إمكانية عرض خطة سلام بالتنسيق مع اللجنة الرباعية الدولية فى حال فشل المفاوضات غير المباشرة بحسب ما ذكر موقع عرب 48 الإخبارى. وعلى الصعيد ذاته، قال وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك بمناسبة مرور 10 سنوات على الانسحاب الإسرائيلى من جنوب لبنان إن هناك حاجة لمبادرة سياسية إسرائيلية تحدث اختراقاً مع الفلسطينيين، ونقلت عنه صحيفة «يديعوت أحرونوت» قوله: «إن الحاجة لمبادرة سياسية تستدعى دراسة إمكانية توسيع الحكومة، وليس تغييرها». كان مسؤولون إسرائيليون كبار أعربوا عن توقعهم فشل المفاوضات وبوصولها إلى طريق مسدود، بينما أبدى كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، استغرابه لتلك التصريحات التى سبقت انطلاق المحادثات، مشيرا إلى النية الإسرائيلية المبيتة لإفشال المحادثات. وقال صائب عريقات إن الولاياتالمتحدة ستعلن عن موقفها خلال اليومين المقبلين، بشأن الضمانات الضرورية لاستئناف المفاوضات ونحن من جهتنا أسمعنا وسمعنا منهم. بينما أكد نبيل أبوردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما نقل رسالة خطية إلى نظيره الفلسطينى «تعهد فيها بالتزامه بإقامة الدولة الفلسطينية». واستبق الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز قرار منظمة التحرير الفلسطينية بتحديد موعد انطلاق المفاوضات، قائلا إن المفاوضات غير المباشرة يجب أن تركز على الأمن، وقال عقب لقائه ميتشل، أمس الأول: إن الترتيبات الأمنية تمثل أولوية قصوى لإسرائيل فى المحادثات مع السلطة الفلسطينية، مضيفا فى الوقت ذاته أن طرح قضية وقف التوسع الاستيطانى يجب ألا يكون شرطا مسبقا لاستئناف المحادثات أو عقبة أمام انطلاقها، مؤكدا أن إسرائيل ملتزمة بمبدأ حل الدولتين والسلام. وفى الوقت نفسه، كشفت كندا عن خطة لحل الخلافات بشأن مدينة القدسالشرقية، وتنص الخطة التى استغرق إعدادها 7 سنوات على وضع نظام خاص للمدينة يشرف عليه مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون، أو أن توضع تحت إشراف طرف دولى مخول للفصل فى الخلافات لتحديد مصير المدينة التى تضم المقدسات الإسلامية والمسيحية واليهودية حسب ما نقلت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية عن صحيفة «مونتريال جازيتا» الكندية، التى أكدت أن المشروع مولته الحكومة الكندية وأطلقته جامعة ويندسور ويقع فى 144 صفحة، ويشمل الترتيبات الأمنية ويعتبر المدينة المقدسة، محور الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، وأشارت الصحيفة الكندية إلى الحاجة لبديل عن التقسيم الجغرافى للمدينة لتصبح واقعة تحت الإدارة الحصرية، سواء لإسرائيل أو الفلسطينيين أو إنشاء سلطة دولية مستقلة لإدارة شؤونها.